خدمتُ مقامك الأعلا امتداحاً ... أتيت به على نمط عقيم
لشعري منهُ عزاً وارتفاعاً ... نصيب السلك من شرَفِ النظيم
ودادك في مشيج دمي ولحمي ... وفي عظمي وفي ضاحي أديم
صلاة الله أزكى ما يحيىِّ ... زُجاجةَ ذلك الوجهِ الوسيم
مطايا الشوق في قلب المعنى ... إليك الدهرَ عاملةُ الرسيم
وفضَّ تحيتيك ختامُ مسك ... يُذيع أريجَه طيب النسيم
وقال أيضا يرثي أعمر آكجيل (بكاف معقودة) ابن هد التروزي:
هو الموت عضب لا تخون مضاربه ... وحوض زعاف كل من عاش شاربهْ
وما الناس إلا واردوه فسابقٌ ... إليه ومسبوق تخِبُّ نجائبهْ
يحبُّ الفتى إدراك ما هو راغبٌ ... ويدركه لابد ما هو راهبهْ
فكم لابس ثوب الحياة فجاَءه ... على فَجْأَةٍ عادٍ من الموت سالبهْ
ولم يقه فرعونَ عونٌ أعده ... ولا مُرْدُ نَمْرُودٍ حمت وأشائبهْ
وهل كان أبقى بُخْتَنَصَّر بَخْتُه ... وأنصاره لمَّا تحدّاه واجبهْ
فما صان حبراً علمه وكتابه ... ولا ملكا أعلامه وكتائبُهْ
ولسنا نسب الدهر فيما يصيبنا ... فلا الدهرُ جاليه ولا هو جالِبُهْ
مضى مشرق الأيام حتى إذا انقضتْ ... ليالي أبي حفص تولت غياهِبُه
نقيبٌ نسينا كل شيءٍ لرزئهِ ... تُذكرناه كلَّ أن مناقِبُه
أناعيَه أرسلت عزلاء مهجتي ... فهادَمها حملاق جفنىَ ساكُبهْ
طوى نعيه وعيى فها أنا غائب ... عن الحسّ فيه ذاهل العقل ذاهبه
تمكن من نفسي بنفس سماعه ... جوىً فيه كُلّى ذاب قلبي وقالَبُه
فلاقيته لقيا شج متعلّلٍ ... بصدق الأماني والأماني كواذبه
عزاء حيٍّ عمه الشجو لا يني ... تساوره حياتُه وعقاربُه