فطوْراً إلى الرصادِ لم ين راصداً ... وطوْراً إلى التجنيس أعينُه تَرْنو
وطوراً يحليه بحلواء حِكمةٍ ... ومن غُرر الأمثال لهجته تدنو
فجاء جمانا باليواقيتِ فصلتْ ... فما شانه خبل وقد زانه خَبنُ
إذا شنّفَ الآذان شذر انسجامه ... يودُّ سِوَى الآذان لوْ إنه أذن
يحقُّ له أن يُتَّقى لَمْزُ شِعرِهِ ... فتْوهينُهُ وَهْنٌ وتلحينُهُ لَحْنُ
[محمد محود بن التلاميد التركزي]
التلاميذ (بالدال المهملة) مصحف التلاميذ، بالذال المعجمة، انفرد في المشرق باللغة والأنساب. لازم العلامة أجدود ابن أكتوشن العلوي، وعليه تخرج، ورحل إلى المشرق، ومر بابن بلعمش الجكني بتيندوف، وتلقي عليه جملا من الحديث. ثم قدم مكة المكرمة، واتصل بالشريف عبد الله أمير مكة، وكان من أهل العلم والكرم، فأكرمه واختصه. ولبث عنده زمانا، وكان يعجبه ويحرش بينه وبين علماء مكة، حتى حصلت البغضاء التامة، وفي أثناء إقامته بمكة، قدم عكاش اليمنى مكة. فقدم شرحا له على لامية العرب للشريف، فقال الشريف لمحمد محمود: أيمكنك أن تغلطه؟ فقال: نعم. فعمل عليه انتقادا وجهله، ونقصه فيه، فلم يحصل عكاش على شيء من الشريف. وكان محمد محمود، يراوح في الإقامة بين مكة والمدينة المنورة، وحصلت بينه وبين المرحوم أديب الحجاز، وعلله عبد الجليل برادة، محبة، وكان عبد الجليل المذكور، يبالغ في الثناء على محمد محمود ويكرمه، فاستمر على ذلك مدة طويلة، ثم وقعت عداوة بين محمد محمود وعلماء المدينة، كلهم عدا عبد الجليل المذكور.
[ما وقع بينه وبين الشيخ الدراج المغربي]
كان الشيخ الدراج رئيسا للمالكية هناك. وفائدة هذه الرئاسة، أن يأخذ قدرا معلوما من وقف المغاربة، لا يناله غيره. فقال محمد محمود. إنه أحق منه