للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحد من العلماء هناك مبلغه في الحديث، بعد العلامة القاضي بن الطالب العلوي.

وقال العلامة باب بن أحمد بيب، في منظومة يرثيه بها:

قد كاد أن يوصف بالترجيح ... لفهمه ونقله الصحيح

وكان في الحديث لا يبارى ... كأنما نشأ في بخاري

ولما أبرزه الله جوهرة لأهل زمانه، حسده أبناء عمه الأدنون، وهم أهل اطويلب فهموا بقتله ونقبوا داره، فلم يجدوه فيها، وكان أخبر، فخرج مختفيا يصحبه تلميذه الطالب بن حنكوش، ولم يزل ذكره يعلو، حتى صار أمير تكانت امحمد بن محمد شين، لا يقطع أمرا دونه مما يتعلق بالشريعة، ولم تشتهر له قصائد حتى نوردها، وإنما له أنظام تدل على قوة سيلقته، وهذا أول نظمه مراقي السعود:

يقول عبد الله وهو ارْتَسَمي ... سُمى له والعلويّ المنتمى

الحمد لله على ما فاضا ... من الجدي الذي دهوراً قاضا

وجعل الفروع والأصولا ... لمن يروم نيلها محصولا

وشاد ذا الدين بمن ساد الورى ... فهو المجلّي والورى إلى ورا

محمد منوّر القلوب ... وكاشف الكرْب لدى الكُرُوب

صلى عليه ربنا وسلما ... وآله ومن لشرْعه انتمى

أُبَّدَّ

هو محمد بن محمود، وأُبد لقب غلب عليه، ابن محمد بن أحمد بن خيار بن القاضي المتقدم، شاعر مجيد، شديد متون القوافي، كأنما ينحت من صخر، مع قلة غلط وأمن من السقط، كان متضلعا من العربية قليل الطيش، نشأ في حرب العلويين وإدل بلحسن، ولولا أن الحرب شغلته، لفاق معاصريه في العلم، لشدة فهمه، ولم نر من انتقد عليه شيئا، إلا ما بلغنا أن بعضهم طعن في قوله:

فما راعهم غير قيل الكماة ... أتى الغرماء وهبْ واخبطا

وما ندرى ما ينتقد في هذا البيت، فإن هب اسم صوت، وهو واسم الفعل من

<<  <   >  >>