آدرار من أجود البلاد مناخا، وأصحها هواء، وهو بين الحرارة والبرودة، بالنسبة إلى غيره. فأهل البلاد الحارة كتكانت والقبلة، يعدونه باردا، وأهل تيرس يعدونه حارا، ويلائم هواه كل طائفة، وأرضه جيدة، فإذا أصابها أقل مطر تخضر، وتدر مواشيها، ويكثر السمن عند أهلها، إلا أنها تمر عليها سنين كثيرة من غير ان تمطر، وكثير من أودائه لا يحتاج فسيله إذا غرس إلى السقي، اكثر من ثلاث سنين، فيستغني بعد ذلك عن السقي، لأن عروقه تصل إلى الماء، وفيه أماكن تغرس الفسيلة فيها، ولا تسقى، لأن ماءها تحت التراب من القرب.
[الكلام على الزرع في آدرار]
أما آدرار، فإن أهله يزرعون القمح والشعير تحت النخل في فصل الشتاء، ويسقون زروعهم بالدلو، ويسمونه أشيْلالْ، وهو عمود على فم البئر، ويجعل في
أسفله حجر عظيم، وتنصب له خشبتان على فم البئر، فإذا أراد الساقي أن يمتح، يرمى الدلو المعقود في رأس تلك الخشبة، فيهوي بها، فإذا امتلأ الدلو يترك الخشبة فترتفع بسبب الحجر الذي في أسفلها، فيرتفع الدلو إلى ان يقرب من فم البئر فيمتحه، وهكذا فإذا كان في آخر فصل الربيع، يجذ ذلك الزرع، فبعد ان يجذ التمر، يحرثون زرعا يسمونه مُتْرى على هيئة ما يفعلون بالقمح والشعير. فإذا جذ، يزرعون القمح والشعير، وهكذا أهل تيججكه. وهناك نوع آخر وهو فُنْدِى، وهذا يزرعونه في المطر، ويكتفي بقليل من الماء، ويزرع في الرمال والأدوية، وهو بطيخ أبيض اللون وأخضر، وبزره أبيض ضخم، وهو من أجود البطيخ، ويصنعون من بزره دقيقا، يخلطونه بدقيق الدخن، ويصير منه شبه المصيدة.
[الكلام على أشجار آدرار]
أكثر الشجر الذي في آدرار وبلاد شنقيط الأخرى، غير مشاهد في هذه