يضربه، فلما طالت أيامه، ملّه الناس، فغدره أبناء أخيه سيدي المتقدم، الذي كان هو الآخذ بثأره، وبعد قتله، أخذ أخوه سالم بثأره، وتولى مكانه، فلما استتب له الأمر، حاربه ابنه - أي اعل المذكور - فقتله لبغض الناس لأخواله، الذين تقدم أنهم صاروا شؤما عليه، فصار رئيسا، إلا أن الوقت ضاق على رئاسته، بخروج النصارى إلى شنقيط، ثم غدر به أحد أقاربه، فقتله في أثناء مراوغته للنصارى، فانتهى الأمر، أي رئاسة الترارزة.
[الكلام على حروب حسان]
إن الحرب في حسان، أصل معهود بينهم، فتراهم مرة يحارب أحد أقسامهم
المتقدمة بعضا، كما وقع بين إدوعيش والترارزة، وبين إدوعيش، وأبناء أحمد من دامان، وبين احيى من عثمان، وإدوعيش، وبين الترارزة والبراكنة، وبين البراكنة، وإدوعيش، وقد ينقسم الجنس الواحد منهم إلى قسمين، فيتحارب مع بعضه، كما وقع بين إدوعيش، حيث انقسموا قسمين، وكما وقع بين قبيلتين من قسميهم السابقين كما وقع بين أبناء طلحه، واندايات، وغير ذلك من قبائلهم.
[حروب تفرجنت وأبناء بنيوك]
هذه الحروب قريبة العهد، ولما اتفق الحيان المذكوران على الحرب، جعل كلهما يرحل إلى الآخر، فاصطفا للقتال وقت الظهر، فجعلوا يتضاربون بالرصاص، ويدنو كل منهم من صاحبه، حتى اختلطوا، فصاروا يتضاربون بالخناجر، فاتفق أن أحدهم ضرب الآخر بخنجره، فعض المضروب إصبعه، وقال للضارب: لو كان عندي خنجر لانتقمت منك. فقال له: خنجري يكفيني وإياك، فجعل أحدهما يضرب صاحبه. ثم يناوله الخنجر حتى ماتا، ولم تزل المعركة مستمرة، حتى انتصف الليل، فتحاجزا، ولم يرتد أحدهما على عقبيه.