والغرس منهم عندنا غير صواب ... لأنَّ خبثَ الماءِ من خبث التراب
وجاَء في المَثَل عنهم صرَّا ... لا يَلدُ الشِّهَابُ إلا الجمرا
أما نكاحُهم فليس بنكاح ... وإنما هو سِفَادٌ وسِفاحْ
والله قال والذي خَبُثَ لا ... يَخْرُجُ إلا نكِداً فامْتَثِلاَ
أما الذي حازوا من أمْوَال الأنام ... فبعضُهُ حِلٌّ وَبعضُهُ حَرَامْ
وقيل بل حل وقيل بل حَرَامْ ... والجُل خذه دون إذن والسلام
تمَّ مكفر بني حَسَّان ... والحمدُ للهِ على الإحسانِ
العمُّ بنْ أحْمَدُّ فَالْ
بن أحمد بن عم، ويقال له: لعميم، وبه اشتهر في قبائل تندغ، ومن بجوارهم، يجتمع مع أكثر من تقدم في أبيج، كان شاعرا مقتدرا على نظم الشعر في أي روى، وعلى أي أسلوب، مع رقة ألفاظ وانسجام، وكان ممن جمع بين الشعر والأزجال على حد سواء، ويكفيه إنه ساجل محمد بن هدار الأحراكي، وكان غاية
في ذلك الفن فكاد يغلبه، ثم إنه أسر إليه وقال له: لا تفضحني في هذه البلدة، فإني لا أعيش إلا باعتقاد الناس أني منفرد في هذا الفن، فقال فيه ما يدل على تقدمه عليه.
وكان من أفراد عصره في معرفة البيان، وله يد في النحو والفقه، وأكثر من أخذ عنه، العالم النحرير أحمد بابا التندغى، واتفق إنه أنشد بيتين لنفسه، فبلغه أن أحد الأدباء ادَّعى إنه اشتراهما منه بثمانية أبيات، فقال:
أخيراً هاجَكَ البَرْقُ اليَمانيِ ... وَتَذْكارُ المَعَاهِدِ وَالمَغَانِ
مَغَانٍ طَالَ لَهْوُكَ في رُبَاهَا ... بِآنِسَةٍ مُخَضَّبَةِ البَنَانِ
إِذَا بَرَزَتْ تَبَخْتَرُ بَيْنَ بيض ... حِسَانٍ يَنْتَمينَ إلى حِسَانِ
يُخَلْنَ إذَا يَرَزْنَ نِعَاجَ رَمْلٍ ... لدَى مَحْنا جَآذِرِهَا حَوَانِ
تَخَالُ الفَرْعَ لَيْلاً وَالمُحَيّا ... سِرَاجاً وَالقَوَامَ قَضِيبَ بَانِ
فبينا تنشدُ الأشْعَارَ قصْراً ... وَنأْخُذُ في المقابِسِ وَالمَبَانِ