للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وننحو النحوَ والتصريفَ طَوْراً ... وَأطْوارًا نِميلُ إلى البَيَانِ

إذا بِفَتًى سَقُولُ شَرَى فُلاَنٌ ... بِذِي الأبْيَاتِ ذَيْنِكَ مِنْ فُلانِ

فقلتُ وَهَلْ صَدَقْتَ فقال قَوْلاً ... لَعَمرُ اللهِ ليسَ بمُسْتَبَانِ

فقلْتُ سَلِ الصّحَابَ فَلَسْتُ أصْغى ... إلى أقْوَال ذِي الجدَلِ المُعَانِ

أليس الشعرُ طوْعْ يَدِي وقلبي ... وَسَهْلَ الصَّوغِ وَيْكَ عَلَى لسَان

أَصُوغُ البيتَ مِنْهُ بلا عَرُوض ... على أقْوَى وأَقْوَمِ الاتزَانِ

وَأَنْفِ اللَّحْنِ والتَّعْقيدَ عَنْهُ ... بِذَوْقِي والقَرِيحَةِ وَالجَنَانِ

وَأَرْتَقِبُ المَحَاسِنَ من بعيدٍ ... وَأَقْتَنِصُ الشَّرُودَ مِنَ المَعَانِ

فأَكْسُو اللفْظَ بالأفطارِ حَلْياً ... يُذَمُّ له اليْمينُ مِنَ الجُمَانِ

فلم تَحْسُنْ مُشاعرَتي لمَنْ لا ... لَهُ بِمَدَى مُشَاعَرَتي يَدان

وقال أيضا: وكان نزل بدكانه (بكاف معقودة، قرية لفرانس على شاطئ بحر يقال له أبجك، بألف وباء وجيم وكاف معقودة) وهو نهر يقرب من نيل مصر، وهذه القرية معدة للتجارة مع العرب، وأكثر ما يباع فيها العلك المعروف عند المشارقة بالصمغ، وكلاهما لغة صحيحة، ومن عادة أهلها أن صاحب العلك يفرش له ويقرى، اعتناء به، أما غيره فلا يلتفون إليه، وأبياته هي:

أمَا واليَعْمَلاَتِ منَ المَطايا ... ومكنونِ المحاسنِ منْ حَذامِ

لمِنْ رَيْبِ الزمان ومُعْتَدَاهُ ... مُقامِي في دَكان بلا مقامِ

كأني في المحافلِرو ... وهَمْزُ الوَصْلِ في دَرَج الكلام

وهذا المعنى أخذه من قول القائل:

أيها المدّعي سليما سفاها ... لست منها ولا قلامَةَ ظُفرِ

إنما أنت في سليم كواو ... ألحقت في الهجاء ظلماً بعمرو

لكنه زاد عليه همز الوصل في درج الكلام، وكساه رونقاً بسلاسة ألفاظه.

ومن نظمه:

<<  <   >  >>