وأبناء تغلبَ وبكر قاما ... على الشقاق أربعين عاماً
أما هذه الحرب، فتقرب من مائة سنة، لأنها استمرت أيام عبد الله المذكور، وابنه محمد محمود، وزمنا من مدة سيدي المختار، إلى أن وقعت الحرب بينه وبين أخيه سيدي محمد، فكنت نوعا. إلا أنهم لم يأمن بعضهم بعضا، ولا يمر أحدهم من أرض الآخر، ولهذه الحرب أيام كثيرة، لم يحضرني تفصيلها، إلا أن الغلبة في أكثرها، لإدولحاج على كنته، وكانت تقع بينهم هدنة مؤقتة، حتى يرى أحدهم فرصة فينتهزها
[حرب كنته وتجكانت]
هذه الحرب غير بعيدة العهد، لأنها كانت في أيام بكار بن اسويد أحمد، ولا نعلم من تفصيلها، إلا يوم (الفلح). وهو شق في تكانت، مثل الأخدود. يقال: إنه لم يبلغ أحد قعره، ولم أشاهده بعيني، وكان بكار بن اسويد أحمد، ظاهر تجكانت في هذا اليوم. على كنته، فالتقوا قريبا من ذلك الفلح، وكان إلى ظهر تجكانت، فلما التحم القتال، هزمهم كنته، وألجأوهم إليه، فمن حاد عنه نجا، ومن اقتحمه سقط فيه، ومات ولم يثبه من الخيل الأفرس، تحت بكار، وفرس آخر، لا أدري لمن هي، ولا ندري تفاصيل حربهم الأخرى، وقد سافرت مع أناس من تجكانت، وكانوا يحدثونني بفوزهم على كنته، لكن لم أسمع ذلك من غيرهم.
[حروب تجكانت والأغلال]
هذه الحرب، كانت قبل إدوعل وإدابلحسن بقليل، لأن أحمد المقري العلوي، اشترك
فيهما، لأن الأغلال كانوا أخواله، فحارب معهم تجكانت، ولم يصل إلينا من خبر تلك الحرب، إلا يوم تاغطافت، ولا أظن أنهم اقتتلوا في غيره