للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابني أحمد بن اعمر كنتم ... لمن اعْتَرَّ مأمناً وربيعا

إن يكن من صنيعكم أن رفعتمْ ... عاليَ الناس فوقكم والوضيعا

لا يضرْ كم ذاكم فأنتم الأعْلَوْ ... نَ اتَّضعْتمْ تأدُّباً وخُشوعا

ضَمنَ البِرُّ والتُّقى لكم أن ... لا تَزالوا فوقَ الأنامِ جميعا

في مكانٍ لا يطمَعُ الناس فيهِ ... وكفاهم ما دونهُ ترفيعا

فمساميكم والمسابقُ كابٍ ... قاصرٌ عَمْا لم يكن مُسْتَطيعا

فدعُوا عنكمُ التأنقَ في المدْ ... حِ والإِعجاز فيهِ والتنويعا

ليس بعد النور المنزل إعجا ... زٌ فما الحُسْنُ بعدهُ ممنُوعا

وعَلَيكم مِنَّا السَّلامُ سَلامٌ ... كشَذَا المِسْكِ بَعدَ هَدْءِ أذِيعا

[محمد الحسن بن محمد عبد الجليل]

بن الحسن بن الأمين بن الحاج. يجتمع فيه مع حرم الذي تقدمت ترجمته في أول الكتاب، ومع غيره ممن تقدم في الطالب، وبقية النسب واحدة، نحوي متقن، وفقيه متبحر، راوية لأشعار العرب، مكب على المطالعة، جواد الكف، حسن الطباع، تقيٌّ نقيٌّ، رحم الله روحه الطاهرة.

طلب النحو على سيبويه تلك البلاد من غير دفاع، أستاذنا يخطيه بن عبد الودود، أطال الله حياته، ثم على خليلها، محمد عالي بن سيدي بن سعيد، والفقه على أهل محمد سالم المشهورين هناك بهذا الفن. وكان رقيق الشعر، سهل العبارة، أمون من الغلط، كأنما الشعر في جيبه، يأخذ منه في أي وقت شاء، مع قلة ما حفظت له، لزهد الناس في معاصريهم ولعمري إنها لبلية.

ومما في ذهني من شعره بعض أبيات، كتب بها إلى شقيقنا محمد سالم رحمه الله، وكان صديقا له يسأله إعارة التصريح على التوضيح:

منى سلامٌ إلى ذي المحتد السام ... محمد سالم الأعراض من ذام

فإنني ارتجني التصريح عارية ... من راحتيهِ مدى عامين أو عام

<<  <   >  >>