هذا شاعر مشهور بجود الشعر، كان هجاء مثل الذي قبله، وكان يخرج في أثواب خلقة، وعنده حمار يحمل عليه الملح، يبدله بالدخن، ومن هذه حرفته، لا يعبأ به في تلك البلاد. ثم إنه استضاف إذا شغر، إحدى قبائل إدابلحسن، فلم يكترثوا به، فقال قصيدته التي صارت لهم كالدامغة، التي لجرير في بني نمير، ومطلعها:
أهْلُ الينيبيع لا تعبأ بما فعلوا ... من دأبهم خلتان اللؤمُ والبُخلُ
[المجدد البوحمدي]
ثم المجلسي، شاعر مجيد، وله صيت مديد، ومما ينسب إليه:
أفي الحقّ أني لا تزال فلائصي ... تروحُ بطائاً مولفات المسارح
وتمضي منيرات الليالي ولم أبت ... على كور فتلاءِ الذراعين لاقح
كأنيَ لم أركبْ بركب مفازَةً ... جناد بها معروريات الصفائح
ولم أرد الأسدام وهناً وقد خفت ... وكاد الدجى يثنى حداد المناصح
ويقال إنه اجتمع بامحمد بن الطلب اليعقوبي المتقدم، فقال امحمد:
وغزال أحمَّ في بيت نعمى ... ظلَّ يُبْدي تبسما عنْ لَئالِ
كاد يسبى العقول عما قليل ... وقليل أيامه والليالي
فقال هو:
ما لمن راعه الزمان يبين ... من حبيب سوى الرضى بالقضاءِ
ولئن راعَكَ الزمان ببين ... لبوصل ظفرت قبل التناءِ
من خويديجَ بالإضاء زمانا ... رضيَ الله عن زمان الإضاءِ
[أحمد البدوي المجلسي]
ثم البوحمدي. هو العالم الكبير، والنسابة الشهير، وليس هو من المتقدمين، وما أدرى في أي تاريخ كان، وهو الذي