بالرئاسة، لأنه أعلم منه، وكان أهل المدينة، ما عدا عبد الجليل، يساعدون الدراج، لأن محمد
محمود كان ينقصهم، فلم يحصل محمد محمود على طائل
[ما وقع بينه وبين السيد علي ظاهر الوتري]
وكان هذا الأستاذ البخاري. فكان محمد محمود يقعد بحيث يسمع ما يقول ولا يراه، فإذا شرع في درسه يصيح عليه: أخطأت. فيأخذ محفظته ويخرج فاشتدت العداوة بينهما.
[ما وقع بينه وبين السيد أحمد البرزنجي]
كان محمد محمود يشنع على القاضي عياض في (مشارق الأنوار) ويلحنه ويغلطه في بعض تفسيره لشيء من الحديث. وكان السيد أحمد البرزنجي، يغلط الإمام مالكا في الموطأ، في قزوله في كتاب الأيمان والنذور:(وعليه هدى بدنة أو بقرة أو شاة، إن لم يجد إلا هي) قال: فإلا هي لحن. ووافقه على ذلك الشيخ حبيب الرحمن الهندي اللكنوي وغيره، وألف محمد محمود رسالة انتصر فيها للإمام مالك، وأطال فيها واعتمد على أن يجد فعل لازم بمعنى يستغني. وجعل إلا هي، مبتدأ حذف خبره، وجواب الشرط محذوف أيضا، وتقديره فهي عليه، وخبر إلا هي، هو عليه المتقدم: ولا يخفى أن البرزنجي، ما أحسن في تغليطه للإمام مالك، وأن جواب محمد محمود فاسد، لأن المعنى يصير: إنه إذا لم يكن غنيا، فليس عليه إلا شاة. فعلى هذا لو كانت لد بُدُنٌ، ولا يصدق عليه، إذا إنه غنى، فلا يلزمه ان ينحر منها واحدة. وهذا خلاف الواقع، والتحقيق: أن نظير إلا هي، مستعمل عند العرب، وهو إنابة ضمير عن ضمير. وقد أفردت ذلك برسالة مستقلة، نقلت فيها كلام النحاة معزوا، وقد صحح أبو حيان هذا المذهب في شرح التسهيل، فليرجع إليه.