صالح الكندي، عن حجير بن عبد الله عن ابن بريدة، أن النجاشي أهدى للنبيّ صلى الله عليه وسلم، خفين أسودين ساذجين، فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما). (حدثنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الحسن بن عياش عن أبي إسحاق عن الشعبي، قال: قال المغيرة بن شعبة: أهدى دُحية للنبي صلى الله عليه وسلم، خفين فلبسهما) الخ الحديث. وأكثر هؤلاء الرواة روى عنه أهل الكتب الستة. وقد راجعت ابن حجر في تراجمهم، فلم ينص على جرحه أحد منهم. وكيف يسوغ للبشرى، ان يعارض أحاديث الترمذي، بغير أحاديث تقاومهما.
[سفره إلى اسبنيول]
اهتم السلطان عبد الحميد، بالبحث عن الكتب العربية، الموجودة في اسبنيول من كتب الأندلسيين. فأشار إليه أحد رجال مملكته، أن يبعث محمد محمود المذكور، فبعث إليه بأن يتهيأ للسفر، فقيل ذلك بشروط. منها: ان يعزل ناظر وقف الشناقطة في المدينة المنورة، وأن يعطيه طباخا ومؤذنا، وأن يعطيه المكافأة إذا رجع، وقد ذكر هو نفسه هذه الشروط في رحلته، وإليها أشار في قصيدته المسماة: هذا حظ جد من المبناه. وبراءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عبناه، بقوله:
فكان من السلطان أمرك بعدما ... شرطت أموراً لم تصادف أُولى عَزْم
ثم إن السلطان، بعثه في وابور مخصوص على كيسه، وأعطاه مؤذنا وطباخا. وبعث معه أحد أدباء تونس، وكانا يتخاصمان دائما في الطريق، ثم إنه ذهب إلى إسبنيول. وكتب أسماء الكتب النادرة، التي لا توجد في القسطنطينية. ثم رجع
فبعث إليه السلطان بأن يقدم الأوراق التي عنده، فأبى أن يقدمها إلا بعد أخذ أتعابه، فبعث إليه السلطان، بأن مكافأته ستأتيه، فامتنع. فرد عليه السلطان