للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما بالشعر كان المجد مني ... ونفسي ليس ذلك منتهاها

فإني قد أرى الشعراء تحتي ... عصافيراً تطاردها بُزْاها

فقال الثاني منهما:

أنا ليث الشرى أحمى عريني ... بِعُصْل غير مفلول شباها

وهل تخشى بزاة أو صقوراً ... ليوثُ الغاب تزأَر في حماها

ومن جيد شعره، وقد بقى فريدا ليس معه غير كلب يقال له، فيداح:

أصخْ لسرد قريض الشعْرِ فيداحُ ... إن كنت ممن لسرد الشعر يرتاحُ

قد أصبح الشعر عمري لا رواة له ... إن لم يكن من رواة الشعر فيداح

نعمَ المرافقُ لولا قبحُ منظرهِ ... ينفي الذئاب إذا يعوي فتنزاح

إنْ يطرِحونّي أرْضاً لا يُصاحُبني ... إلاّ ألص هريت الشدقِ نبَّاح

فقد يُسامرُني في مجلس عَطِرٍ ... شُمُّ الأنوفُ لهم كُتْبٌ وألواح

وقدْ أعارلُ جماَء العظام على ... أنْيابها العنبر الهندي والرَّاح

ورأيت له قصيدة جيدة، ومطلعها:

إنّ الدَّيار بجنب ذات الجيأل ... هاجت عليك عماية لا تنجلي

ومات - رحمه الله تعالى - في أوائل القرن الرابع عشر.

[الأحول]

واسمه عبد الله، وقد أغنته شهرة لقبه، عن معرفة اسمه واسم والده، هو الفصيح الشاعر، ذو الصوت الطائر. اشتغل في صغره بتثقيف اللسان، حتى صار كشباة

السنان، ولازم يوسف بن المختار، وباب ابن أحمد بيب العلويين، مدة مديدة، حتى وقعت الحرب التي شتت العباد، وأفنت الأمجاد، وانحاز إلى قومه، وصاغ فيها قصائده الطنانة. ومما نقم الناس عليه فيها، أنه هجا أستاذه باب المتقدم، في قصيدته التي أوَّلها:

<<  <   >  >>