الجهتين معا. قال: وكلام سيبويه أيضا، يدل على أن الضاد تكون من الجانبين، وقد ذهب بعض من لا ضبط له ولا معرفة، إلى أن الجهة اليمنى تختص بها، اهـ. فعلمت أن الضاد، التي ينطق بها أكثر الناس، غير التي مضت صفتها، وأنها أقرب إلى الدال منها إلى الضاد المذكورة. ومما بين طرف اللسان، وأصول الثنايا، مخرج الطاء والدال والتاء، فهذا هو مخرج الضاد الموجود الآن عند أكثر الناس، وقد أطلنا في هذين الحرفين، لفساد الأول عند المغرب، ولفساد الثاني عند الجميع.
[الكلام على العلم في شنقيط]
مرادنا بالتعميم، إنما هو بالنسبة إلى الزوايا فقط، وإلا فإن حسان واللحمة ولحراطين (أي المعتقين من الرق) والمعلمين، أي صناع الحديد، وإكاون، وهم ناس يقال أن أصلهم قيون كما تقدم، لا يدخلون في ذلك العموم، وإن كان قد وجد فرد من هذه الأجناس عالما، فذلك شاذ لا يجعل أصلا.
أما الزوايا، فلا يوجد من بينهم ذكر أو أنثى إلا يقرأ ويكتب، وإن وجد في قبيلة غير ذلك فإنه نادر، بحيث لا يوجد في المائة أكثر من واحد، على تقدير وجوده.
[كيفية التعليم عندهم]
إذا بلغ الصبي خمس سنين يمتحنونه، بأن يعلموه من الواحد إلى العشرة، فإن تابعها من غير تقديم ولا تأخير، يعلموا إنه صار ينجح تعليمه، وإن لم يعلم كيفية العد يتركوه، ثم يبدءون في تعليمه، وأكثر من يتولى تعليمه إذ ذاك، النساء، ثم بعد معرفة الحروف الأبجدية، يعلمونه كل شكلة، يقولون: فتحة أو نصبة، وكسرة أو جرة، وضمة أو رفعة، وجزم أو سكون وفي بعض الحروف