وقال الغزالي في (فيصل التفرقة) نقلا عن الأشعري: الكلام صفة زائدة قائمة بذات الله تعالى.
فإذاً ينبغي له أن ينسب الخليل، وعائشة، وأبا هريرة، والبخاري. رضي الله عنهم، إلى إلحاد في اسم الله تعالى، لأن العبارة واحدة. ونعوذ بالله من ذلك، ومن ذلك قوله:
يا عجم برزنج آذيتمْ أبا حسن ... إيذا أبي الجهل عمرو أو أبي لهب
فإن أبا جهل في الأصل، لقب لعمرو بن هشام، فصار علما له، ولمح الأصل في الأعلام. كالعباس، والحارث، والفضل، بابه السماع.
[ما وقع بين محمد محمود المذكور]
[وشيخ المالكية الأستاذ سليم البشرى]
قدم محمد محمود من القسطنطينية، ونزل عند فضيلة السيد عبد الباقي البكري رحمه الله، ووافق ذلك عيدا من أعياد المسلمين، فقدم شيخ المالكية المذكور، يهنئ السيد البكري، ومعه جمع من العلماء، فيهم الأستاذ الرافعي، فلما جلسوا، واطمأن بهم المجلس. قال الرافعي لمحمد محمود، وكان يعرفه، وقصد أن يوقع بينه وبين البشرى: شنآنا يا مولانا، تنصرت بعدنا حيث لبست الخف الأسود؟ فرد عليه بأن قال له: ما فعلت إلا السنة، فقال البشرى: أجمع على كراهة لبس الخف الأسود. فقال له محمد محمود: ثبت في الصحيح ان النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خفين، فلبسهما، ومسح عليهما، فما لونهما؟ فقال: لا أدري. فقال محمد محود: عجبا لك: تدعى الإجماع، ثم تقول لا أدرى. فقال الشيخ بسيوني، الذي كان إماما للحضرة الخديوية: أن هذا، وأشار إلى الأستاذ السيد الببلاوي،
يزعم أن عليا رضي الله عنه، لبس خفين أصفرين، فقال له: ذلك خارج عن موضوع المسألة، فسكت الجميع. وكان في المجلس أحد الأفندية من