ومنْ شاَء فلينظرْ عَواقبَ مَعشرٍ ... جَنى حَرْبنا يَزْجُرْهُ شُؤمُ العواقب
ومما ينسب إليه:
أَضْنَوْكَ بالبينِ حتى قِيلَ مَن راقِ ... والْتَفَّتِ السَّاقُ يَوْمَ البَيْنِ بالسَّاقِ
يا أُخْتَ يوسُفَ إني بعدَ بينِكُم ... أشْبَهْتُ يَعْقوبَ في حُزْنٍ وأشواقِ
لوْلا القميصُ الذي جاَء البشيرُ بهِ ... حَتى انجلى بَثُّ يعقوبَ بن إسحاقِ
وله أيضا:
شَدُّوا المَهاري بأكوارٍ وأحْحداجِ ... وأدْلجوا تحتَ ليْلٍ أَلْيَلٍ داجِ
وأصْبَحَتْ دارهم قَفْرًا مُعْطلةً ... مبكى دواعي هديل شجوُها شاج
تلوحُ آثارُ مَن بانوا بمعْهدِها ... مثلَ البرُودِ وشَتْهَا كفُّ نسَّاج
فما عَلمتُ ولم أشعَرْ ببينهِمُ ... إلا بجونٍ مِنَ الغِرْبان شَحّاج
فظلَّ يَشْحَجُ فاهتاجَ الفؤادُ لهُ ... لله ما هاج شَحَّاجٌ لمُهتاج
تبًّا لِعيسٍ نأتْ عَني بناعِمةٍ ... غَيْداَء رَيَّانةِ الحِجْلين مِغْناج
تَسبى فؤادَ الحليمِ المرعوي بدُجى ... ليْلٍ ووجهٍ كضوْءِ الصُّبْحِ وهَّاج
ومات - رحمه الله - في صدر القرن الثالث عشر، في وقعة تندوج، كما تقدم.
محمدُّ بن حنبل بن الفال البوحسني
أصله من تاكنيت، كفخذه أهل محملفك، هكذا ينطق الناس بهم، ولعل الأصل، محم بن فك. وهو من أقارب الأحول، المتقدم قبله.
كان محمد هذا، من العلماء الأعلام، واشتهر في اللغة في ذلك القطر، حتى قيل بتقدمه على معاصريه فيها. وكان نحويا، وله اليد الطولى في البيان. وكان حريصا على طلب العلم، يقال أنه مكث سبع سنين منقطعا لطلب اللغة، وأنه في تلك السنين، لم يذهب إلى زيارة أهله مع قربهم منه. وقد انتقد عليه بعض