ينقسم الحيوان في شنقيط: إلى أهلي ووحشي، والبلاد تتفق في أغلبيته. وقد يوجد في بعضها، نوع خاص به. ففي آدرار، من الأهلية: الخيل، والإبل والبقر والحمير والغنم. أما الخيل: فتنقسم إلى عتاق وإلى غيرها، وتسمى العتاق لِحْرَايرْ، أي الحرائر. ويقولون: هذا الفرس من المدرك الفلاني، كاغزالات والكشريات وغيرها. فاغزالات لأهل عيَّدَّه، أمراء آدرار. وما يوجد عند غير هم من حسان، إنما يهدونه إياهم.
وأما خيل تكانت: فتكثر فيها العتاق، وهي مدارك أيضا، أي أصول كآدفينجات، والكشريات، وأغزالات وغيرها. وقد يتولد الفرس بين العتاق وغيرها. فتحسن صورته، ويقرب من العتاق في أوصافه الحميدة، إلا أن حسان لا يلبس عليهم بالصريح المحض، ويسمون هذا النوع: حرطانيا. وحرطانية، أي معتق، أو معتقة. سموه باسم الإنسان المعتق عندهم، وتكثر العتاق في الحوض، عند أولاد الناصر ومشظوف والأغلال. وامتازت أرض شنقيط، بأن الخيل لا يحمل عليها الأمتعة، سواء كانت عتاقا، أو براذين.
أما الترارزة: فالخيل العتاق عندهم قليلة، وأرضهم ليست كآدرار وتكانت والحوض، في مطابقة هواها للخيل، ويكثر فيها بارُوشْ، وهو مرض يقتل الخيل في شهر أكتوبر، يقال: أن منشأة ريح هذا الشهر. ويوجد في غير أرضهم أيضا، وهو أكثر آفات الخيل، وأشهر مدارك الترارزة السبعيات.
[صفة الخيل العتاق في شنقيط]
من كانت عنده فرس حرة، أو فرسان، يرى إنه غنى، ويوجد من أولاد الشيخ سيدي المختار الكنتى، من كان يملك مبلغا منها وفيرا، ويقل من يقدر على شراء فرس حرة كلها، لكثرة ثمنها، إذ فيها من يقوم بمائة ناقة، والأكثر