إذا سقتُها للصالحات تَقَعَّسَتْ ... ودبَّتْ على كره إليها دبِيبَها
وتشتد نحو الموبقات نشيطة ... إذا فاوقتها الريحُ فاقت هبوبَها
وما هي إلا كالفراشة إنها ... ترى النار ناراً ثم تصلى لهيبَها
ومن بديع قوله:
ألا إني خليلك يا حويري ... ومبسمك المُبَرِّدِ للغليل
فقولي للنحاة حمايَ عنه ... دعوا بين المبرد والخليل
وسواء فتحت راء المبرد أو كسرتها كما ضبط بالوجهين. ومما أنشدني له العلامة أستاذنا المختار بن ألما الديماني رحمه الله تعالى من أبيات:
إذا جلت فكراً في العلوم عويصها ... ومادت به الأفراح كل مميدِ
تصاغرت الدنيا لدىّ وأهلها ... وجئتُ بما يشفى غليل مريدِ
ونلتُ لذيذ العلم بالذوق وحده ... وكل لذيذ غيره كهبيدِ
هذا ما علق في الخاطر من شعره ومحاضراته، سوى قصيدة ستأتي في ترجمة اليدالي ولم ننقل شيئا من الغرائب التي تتداولها العامة من أخباره لعدم صحتها. وكان رحمه الله تعالى موجودا في صدر القرن الثاني عشر.
[حرم بن عبد الجليل العلوي]
ويقال له حرمة الله وحرمة الرحمن بن الحاج ابن سيدي الحسن بن القاضي، يجتمع فيه مع الذي قبله علامة عصره. وأعجوبة دهره. جدَّ واجتهد حتى ظفر
بمناه، وأقام بمدينة شنقيط وآطار لطلب العلم. وكان أبوه من أمثل قبيلته يقطن أرض القبلة، فلما تأخرت عنه المؤونة لقلة القادمين، كتب إلى أهله يعرض لهم، بأن كثرة مالهم لم يحصل منها على طائل في وقت الحاجة إليه فقال:
عليكم سلام مارست ضمُّ يذبل ... وما جال ذكر الزاد في قلب مرمل
وما انشرحت نفس امرئٍ متغرب ... لثوب قشيب ناله بعدَ مسمل