الضارب. ومعنى الّ صبعين: يعني لم أجعل في بندقيتي غيرهما. وصرت قسم عندهم، كما يقول أهل المشرق، ورأس فلان، قالوا: وكان جعل مع باروده ذلك نواتين، عوضا عن الرصاص. فمات كبّادي المذكور من تلك الضربة.
وبعد تلك الواقعة، التي تقدمت هزيمتهم فيها، صالوا على شنقيط أيضا، فذهب إليه أحد علماء أهل شنقيط، ليفاوضهم في الصلح، فقتلوه ومن معه من تلامذته. وكان أهل شنقيط لا يذهبون إليهم، فإذا أتوهم أنذروهم. فإن لم ينتهوا قاتلوهم. فطلب ابن الشيخ المقتول من قومه، أن يأخذوا معه بثأر أبيه. فقالوا: لا نصول عليهم ما لم يوافونا. فرجع القوم، فذهب حتى أتى أهل تيججك. فأخذ شيئا من صعاليكهم، وغزا بهم قتلة أبيه. فوجدوا قافلة عظيمة من إدولحاج خارجة من تيشيت. فقتلوا أهلها عن آخرهم، ونهبوا إبلهم.
ثم أن إدولحاج، جمعوا جموعا كثيرة، وحاصروا مدينة شنقيط. فسافرت بينهم السفراء، ووقع بينهم الصلح، على أن يعطوهم مائة من كل شيء. فتحملوا لهم
ذلك، ورهنوا لهم ما في تنوشرت من النخل. فبقى النخل تحت أيديهم إلى الآن.
[حرب إدوعل وإدابلحسن]
لما اشتدت الحرب بين إدوعل في شنقيط، كان الغاظي: أي القاضي بن الطالب المتقدم، هو أعلم من فيهم، وكان يسعى في الصلح بينهم. فلما اتسع الخرق بينهم، خرج عنهم إلى أرض القبلة، وبقى بعض إخوته مع قومه. فلما وصل إلى أهل القبلة، وجدوه بحرا لا ساحل له. وكان من أولهم إقبالا عليه، إدابلحسن وتاشمشه، كما أشار إليه: محنض باب الديماني، في قوله من قصيدته المتقدمة:
فجدّهم أستاذ تاشمش كلَّهمْ ... قدار تضعوا من علمه الخلف والضرعا