وشتاء، وقد أنكر ذلك بعض العلماء عليهم وشنع، فمنهم من يحتج بأن النابغة الغلاوي، أنكر ذلك عليهم. ثم إنه زكم بعد سنة، فصار يتيمم. وما أظن النابغة يتيمم إلا في أيام مرضه، ثم يعود إلى الوضوء. وبعضهم يزعم أن جده العالم الفلاني، أضرّ به الماء فصار يتيمم. وقد رأينا بعضهم يأخذ الدلو على فم البئر، ويصبه في الحوض المسمى عندهم بالتكدَّه، فيخوض في الماء إلى الكعبين، ثم يخرج ويتيمم.
وممن أنكر ذلك عليهم، العلامة باب بن أحمد بيب العلوي، وقال في قصيدة:
هذا وإني أرى أن التظهر لا ... يكون إلا بماء حيث يوجد ما
ومنْ تيمم لا يجدي تيممه ... وقد أتى بذنوب لم تكن لمما
وهي نحو الثلاثين بيتا، وأورد فيها النصوص على ذلك. وله في ذلك منظومة منها:
وقد رأيناهم يعومون البحار ... ويتيممون ذلك النهار
وقد رأينا المتوضئينا ... أطول أعماراً من الذين
لم يتوضؤوا ولم يغتسلوا ... وقسم الرزق وحدّ الأجل
وتقدمت قصيدة امحمد بن الطلب اليعقوبي في هذا المعنى، في ترجمته، ومع هذا، فإنك ترى أحدهم لو ائتمن على مال ما خان فيه، ولا يرضى أن يمر من مزرعة في طريقه، إلا بأذن مالكها، ولا تفوته صلاة في الجماعة، مع خشوع زائد. لكنه قام في ذهنه، إنه متى توضأ، فقد ألقى بنفسه إلى التهلكة.
[الكلام على حسان وسيرتهم]
إن حسان في أرض شنقيط، لهم ضرر ونفع، وبعضهم أكثر ضررا من بعض. أما نفعهم فهو خوف بعضهم من بعض، لأن في ذلك نفعا للزوايا وحسان،