هذا اللفظ، هو المشهور عند العامة اليوم، وهو لقب قديم، لقيت به هذه القبيلة، وهو محرف من المجالسه، جمع مجلس، لقبوا بذلك، لان الناس كانت ترحل إليهم في طلب العلم.
[بو فمين]
أصله أبو فمين، وهذا لقب اشتهر به هذا الشاعر. فأغنى عن معرفة اسمه واسم أبيه، وسمعت من بعض الفضليات المتقدمات في السن، انه لقب بذلك، لأنه لما ابتدأ في قراءة الألفية، قرأ قول ابن مالك:
بالجر والتنوين والندا وأل ... ومسند للاسم تمييز حصل
قال: حصل الإعراب والتمييز، وحصلا عنده بالفعل، مع انه لم يشتغل بالعلم قبل ذلك، وكان معاصرا لابن رازك، المترجم في أول الكتاب، ولما قال قصيدته الطنانة، التي هجا بها إبدابلحسن، ومطلعها:
أيحسب أن لا يزأَرَ الأسَدُ الورْدُ ... ذئاب عوت لما تغافلت الأسد
ومنها:
وعقل الذي منهم يشدُّ عمامةً ... كعقل الذي منهم يشدُّ له المهدُ
وبعثوا إليه قصيدة مطلعها:
سلِ الدِّين والدُّنيا من الأسد الوردُ ... سوانا وما العلوي سوا وما القرد
قال: هو هذا شعر ابن رازك، فهجاه بأبيات، وفرَّ خوفا منه، وقيل: إنه لم يهجه، ويقال: إن هذه القصيدة، ليس لابن رازك إلا مطلعها، ثم أنه بعد فراره هذا، اتاق إلى بلاده، وقال أبياتا في ذلك، وهي: