وَوَالدُكَ البَرُّ الأجلُّ يُجلّنا ... ويَمْنَحُنا أن نَلْقَهُ وُدّهُ المَحْضا
سيدي أحمد بن محمد الصُّغير
المعروف بابن أنبوج - وهي أمه - من شرفاء تيشيت، يقال إنه علوي، أي من القبيلة المسماة بادوعل، المنسوبة إلى يحيى المعروف، ولا يطلق هناك لفظ علوي، إلا على من كان هذه من القبيلة دون غيرها من الأشراف. والصحيح أن له خؤولة فيهم، وأما أبوه، فإنه من قبيلة أخرى شرفاء غير هذه، وهو علاّمة نحرير محقق.
قال في البغية في ترجمة بانم بن حم ختار: وممن تخرَّج على يد الشيخ بانم المذكور، الشيخ سيدي محمد بن الصغير، مؤلف الجيش الكبير، وناهيك به رحمه الله تعالى ورضي عنه.
وممن تخرَّج على يد سيدي محمد بن الصغير، العالم الكبير العارف بالله تعالى سيدي عبيدة، مؤلف كتاب ميزاب الرحمة، كذا قال محمد بن الصغير، والذي كنت أظن أن اسم هذا المؤلف، هو الشيخ سيدي أحمد الصغير. بغير ابن، والله أعلم، ولم نعرف له شعرا، إنما له منظومة في غاية الانسجام، يرد بها على ادييج
الكمليلى، وكان نظم أرجوزة ينكر بها على سيدي الشيخ أحمد التجاني، فشرح له منظومته شرحا مضمونه رد ما فيها، ثم نظم هو في حقه منظومة طويلة يقول فيها:
وزاد في استحكام ذلك الصمم ... صدوره من قلب غافل أصم
إذ كلُّ قول يتحلى بحلا ... كسوَة قلبه الذي منهُ جلا
وهلْ ترَون يا عباد الله ... في الجوّ ناعقاً كهذا اللاّهى
إذ قام ينكر على من لم يرهْ ... ولم يحقق عن ثقات خبرهْ
لكن بنى جميع ما تَقَوَّلَهْ ... على التسامعُ الذي لا أصل لهْ
ثم اهْوَ أن كان على طريقِ ... فقهٍ فمبناهُ على التحقيقِ
فيجبُ البحثُ على ذا الناعق ... إذ قد يكون نبأ من فاسق
وإن يك الناعق صوفيَّ السَّنَنْ ... فأمره يُبْنى على الظنّ الحَسَنْ