للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزوايا منهم إلا رئيسهم، فإنه قد يأخذ من بعضهم شيئا. وإذا وقعت فتنة في الزوايا، فإنه يرى أن الضغط عليهم أصلح لهم. وهذه كانت حالتهم في القديم، حتى انتهى الأمر إلى المتأخرين منهم، فإنهم أفرطوا في الظلم، وصاروا يدسون الدسائس بين الزوايا، ليجدوا طريقا لأكل مالهم. وهذا بخلاف قديمهم. وقد قال بعض الزوايا: يومان لا ظلم فيهما، يوم القيامة إذ يقول الله تعالى: لا ظلم اليوم. ويوم ينظر الإنسان إلى خيم أبناء أحمد من دامان، لأنه يكون يومئذ آمنا.

وفي الترارزة نوع آخر، يسمونه حمر الترارزة، مثل العلب ولبيدات وغيرهم. وهؤلاء أعنى العلب، أصبر على الحرب وروغها من غيرهم. فهم يماثلون أحْيي من عثمان في آدرار، وفيهم قبيلة يقال لها: الرحاحلة. يغصبون من لفظ عرب،

لأنهم يعرفون أنهم أحط من ذلك، ومن اللحمة لأنهم يرون أنفسهم فوقهم.

[الكلام على أبناء دامان]

هذه اللفة في الأصل، تطلق على خمس قبائل. وهم: أبناء أحمد من دامان (أي ابن دامان)، وأبناء ساسي، وأهل عتام، وأهل عَبّلَّ، وأهل آكْمتّارْ، يقال أنهم أبناء رجل واحد. وهو: دامان. فأبناء أحمد من دامان، هم الشيوخ الذين أبادوا أبناء رزكْ، وأول من ظهر منهم، اعل شنذوره، الذي أعطاه السلطان مولاي إسماعيل، المحلة التي أفنى بها أبناء رزكْ، والمحلة بمعنى العسكر. وهذا بدء ملك الترارزة. وكان ابن رازكه العلوي، هو السبب في ذلك كما تقدم. وبقي الاسم الجامع، وهو أبناء دامان، علما على أبناء ساسي وأهل عتام، مع من انضم إليهم.

أما أبناء أحمد من دامان، فإنهم هم الشيوخ كما تقدم. ولهم مال سنوي على الدولة الفرنسية، من عهد اعل شنذوره، إلى قريب من زمننا هذا. وهذا المال للرئيس منهم، ويسمونه: آمْكبّلْ. وهو معظم أسباب الغدر بينهم، ليأخذه من

<<  <   >  >>