أبي طالب، والثانية لم نر من طعن في شرفها، وكأبناء اخطيره، من قبائل إدا بلحسن، فإنا لم نر من طعن في شرفهم.
[الكلام على الزوايا]
ولما افترقت سكان شنقيط، إلى الأنواع الثلاثة المتقدمة، صار لفظ الزوايا علما على قبائل كثيرة، أغلب سيرها في تعلم العلم وتعليمه، وتعمير الأرض، بحفر الآبار وتسيير القوافل، وقرى الضيف، وبقيت هذه الطائفة التي هي عمارة الأرض مستمرة على ذلك، وربما وقعت حرب بين القبيلتين منهم، أو القبيلة
الواحدة مع بعضها، وقل من نجا من هذا، إلا إنه قليل الوقوع بالنسبة إلى قبائل حسان. ومن العجيب، أن الزوايا على ديانتهم وعلمهم، أهل حقد على بعضهم، فترى القبيلتين إذا وقعت بينهما حرب، لا تنمحي أضغانها من الصدور، ولا يكون إلا صلح على دخن، بخلاف حسان، فإنك ترى الطائفتين المتحاربتين بعد قليل، صارتا يدا واحدة، واصطفتا لقتال غيرهما، وربما التجأ إلى القبيلة منهم بعض عدوهم، فآووه ونصروه. وماتوا يدافعون عنه.
[ما يحمد من أمر الزوايا وما يذم]
يحمد من أمرهم: عدم شهادة الزور، والتحرج من مال الغير. وأن أهل الجاه منهم لا يأخذون على جاههم ثمنا، وأن التعليم والإمامة يكونان مجانا عندهم. أما القرآن، فلا يرون بأخذ الأجرة على تعليمه بأساً، وربما تعلق الحيّ منهم بأحد العلماء الأجانب عنه، فشارطه سنة أو سنتين بشيء معلوم، على ان يعلمهم، ففعل. لكن من كان مع العالم في بلد واحد، لا يأخذ منه أجرة. ومن رحل إليه لا يأخذ منه أيضا، وربما التزم هذا العالم نفقة الغريب وكسوته، وعلمه أيضا. وهذا الذي ذكرت، إنما هو الأكثر.