للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وآل عبادٍ ملوكُ الأندلسْ ... من نسل ذي الطوق وغالها الندسْ

يوسفٌ العدل ابن تاشفينا ... الحميريُّ ثم من لمتونا

وقال بعض الشعراء المتقدمين:

قوم لهم شرف العلى من حمير ... وإذا دعوا لمتونه فهمُ همُ

لما حووا علياء كلِّ فضيلةٍ ... غلب الحياءُ عليهمُ فتلثموا

وقد ذكر بعض العلماء، انهم من البربر، والأول أصح. إذ يقال: إنهم خرجوا من زمن التبابعة من اليمن، واستوطنوا المغرب الأقصى، وملكوه في القرن الخامس. ومن أشهر ملوكهم: يوسف بن تاشفين، وهو الذي اختط مدينة مراكش. وذكر ابن خلكان: إنه كان لا يحسن العربية، وهذا دليل على انهم تناسوا العربية على القول الأول. أما بقاياهم الموجودة الآن، فأكثرها في أرض الحوض، وقد اجتمعت ببعض أفراد منهم، وما سمعتهم يتكلمون بغير العامية، ولعلهم تناسوا لغتهم الأخيرة. أما القبائل الأخرى، فأغلبها من العرب، والكل يدعي ذلك، سواء كان يتكلم بالعربية أو بالشلحية، ولابد أن يكون فيهم من أصله شلحي، وإلى ذلك يشير ابن الشيخ سيدي، في قصيدته المتقدمة بقوله:

إلى نسب لهم بلغوا ادعاءً ... به أذواء حمير أو نزارا

وفيهم قبائل، متحقق عند النسابين هناك صدقهم في نسبهم، فمن ذلك: القبيلتان المسمى بمدينتهما القطر كله، وهما إدوعل والأغلال، لم نر من خالف في أن الأولى علوية، والثانية بكرية، وكقبيلة كنت ومدلِشْ، فلا خلاف أنهما من بني أمية، مع تباين مشاربهما، وكذلك إدوعيش وتجكانت، وإدولحاج، فلا خلاف أنهم من حمير. وكذلك إدْيبسات، فلا خلاف انهم من الأنصار، وكإديقب وإدكبهني، من قبائل تشمشه. فالأولى من ذرية جعفر بن

<<  <   >  >>