كنته، وتقابلت أبكاك، وأهل آدرار، فهزمهم أبكاك، ثم إن بكار حارب في أثناء ذلك أشراتيت أيضا، فصار يضارب هؤلاء من ناحية، وهؤلاء من ناحية، حتى غلب الجميع.
[حروب الزوايا مع بعضهم]
قدمنا أن حروب الزوايا قليلة بالنسبة لروب حسان، فلذلك أخرناها لكونها كالفرع لها، وتلك كالأصل، ولنبدأ منها بحرب أهل مدينة شنقيط نفسها، لأن القطر كله سمى به، فهو تابع له، وإنما لم نبدأ بها قبل حروب حسان، لأنها خاصة بالزوايا، كانت مدينة شنقيط بسكنها ثلاث قبائل كما قدمنا، إدوعل: ولهم الرئاسة المطلقة، والأغلال، والسماسدة، فأعطى إدوعل الإمامة في الصلاة للسماسدة، ثم نزعوها منهم وأعطوها للأغلال، وبقيت فيهم، ولما نزعت الإمامة من السماسدة، خرجوا وبنوا مدينة آطار وأوجفت، وكان السماسدة صمموا على ان يوقعوا بادوعل، الا
انهم كانوا يعلمون انهم أضعف منهم، فترقبوا خروج القافلة، لعلمهم أن معظم رجالهم يخرج فيها، وبلغ إدوعل ما هم عازمون عليه، فخرجوا وكمنوا لهم قريبا من المدينة، وبثوا عيونهم، فلما أخبروهم بخروجهم للغدر بمن بقى منهم، تلقوهم وهزموهم، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، ولم يحدث بينهم غير ذلك.
[حرب إدوعل البيض والكحل]
اعلم أن البيض والكحل، لقبان لرجلين تفرعت منها هذه القبيلة، وكانا أخوين شقيقين، وكان لهما عم، فمرض، وكان له شراب مخصوص، فلما أخبرا بأنه يخصه، امتنع أحدهما من شربه، شفقة عليه. فسماه الأبيض، وشربه الثاني وقال كلمة تؤذن بعدم الاكتراث بعمه، فسماه الأكحل، فغلب اللقبان عليهما،