للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخْمدَ طُغيانَ الضَّلالِ وإنَّه ... لأعْيُنِ أصحابِ العَمى لَفَتُوحُ

وأرْغمَ أنْفَ اللاّت واللاَّءِ بَعدَهمْ ... عَذارى قُرَيْشٍ لا تَزَالُ تَنُوحُ

ومهَّدَ بيضاً ليْلُها كنهارِها ... بمسْكِ معالي المَكرُماتِ تفُوُحُ

تَكلَّفَ أعْباَء العبادةِ جاهداً ... فليسَ لهُ مِنْ وَنْيَةٍ فَتَرِبحُ

عجبْتُ لحزبٍ يَمْتَرِي في اصْطِفائه ... وقدْ شُقَّ مِنْ بَدْرِ التَّمامِ صَفيحُ

وجاَء خِطابٌ أنْ يَجيئوا بمثلِ ما ... تَنزَّلَ مِنْ حُسْنِ الحديث صحيح

فلمْ يَقْدُروا بَلْ لمْ يكادُوا وما أتَوْا ... بهِ هَوَسٌ يُخْزِى ذوِيهِ قَبيحُ

وفَوَّهَتِ الأحْبارُ تَتْرَى بَبعثِهِ ... وأعْلَنَ مُوسى باسمهِ ومَسَيحُ

وفاهَ جمادٌ طِبْقَ عَجْماَء أفْصَحَتْ ... وهاتِفُ جِنٍّ لا يَزالُ يَصُيحُ

وجيشاً كفى صاعا طعامٍ ومَشْرَبٍ ... ومُسْتَهزِئٌ أرْدى عَمىً وقيوحُ

وَخَدْشَةُ سُمٍّ يَقْصُرُ السُّمُّ دُوتَها ... ونَقْعى وبطنٌ مِنْ أذاهُ مُريحُ

وكان رحمه الله في صدر القرن الثالث عشر، وقد رأيت بعض ولده لصلبه.

[محمذ بن السالم]

(بذال معجمة مكسورة منونة) مصحف محمد البوحسني ثم البانعمري، وهو من قبيلة الذي قبله: شاعر مجيد رقيق الألفاظ سلسها، وقد رأيته، وهو أسمر، وكف بصره في آخر عمره، وكان يقول إذا سمع الناس يطرون الأحول الآني: أنا أشعر منه وأحول، وكان القياس أن يقول: وأشد حولا،

<<  <   >  >>