كما انقَضَّ للميلادِ شهْبٌ ولم ينَلْ ... مِن الملاءِ قُصْوى العُدْوَتين سَبُوحُ
فما مِثْلُ مَجدِ المصطفى قطُّ ماجِدٌ ... ولا النَّجْمَ ساعٍ ان يَنالَ شحيح
يَرُوقكَ مِنْ قَوْمٍ عُلاً تَستَفِلًّها ... إذا اشْتَمَّ مِنْ رَيَّا المؤمّلِ رِيحُ
وتستَعْظمُ الأطوادَ ما لم تُسامِها ... به فمدَى فَضْلِ الأمينِ نَزُوحُ
إذا ما تولّي ماجدٌ راحَ مَدْحُهُ ... وفي جِدَّةِ الإشعارِ منهُ نُزُوحُ
سِواهُ ستلفِي نَفخةُ الصُّورِ السُناً ... مِن الناسِ دَأباً تَغْتَدِي وترُوح
ليُهدَى إليهِ مِنْ ثناءِ يَحُوكُهُ ... قَرِيضٌ يُرَوِّى السامِعينَ صَليحُ
وكلُّ جَزى مَدْح وإنْ جَل ينقضي ... سِوي مَدْح طهَ إنه لرميحُ
أُعِدَّتْ لهم جَنَّاتُ خلدٍ تزخرفَتْ ... وحورٌ بأبوابِ الخِيامِ جُنوح
وإني وتَعدَادي حُلاهُ كحاسِبٍ ... مِن الرَّمْلِ ما ضمَّتْ مهامِهُ فيحُ
تواصفَ خيرَ الخلْقِ ناسٌ وقصَّرُوا ... ونى الجهد منهمْ والمجالُ فسيحُ
تولَّتْ يَدُ الغاياتِ مِن دُونِ فضلهِ ... فسيَّانِ مِنَّا باقِلٌ وَفصِيحُ
سِوى أنَّ صَدْيانَ المَحبّةِ واردٌ ... فمغتبقٌ إمَّا لواهُ صَبُوحُ
نَعمْ أبْنَ مِنّا قَدْرُ مدحِكَ بَعدَما ... أتى النَّاسَ وَحيٌ بالثناءِ صحيحُ
أيا مصطفىً والناسُ لا ناسَ راغبٌ ... ببابكُمُ هَوْلُ الجَنانِ طريحُ
يَهابُ حَياءً أن يَبوحَ بُسؤلهِ ... لدَي مَنْ لِخَلاَّتِ البّزِيلِ لَمُوحُ
تَحيَّةُ ربّ العالمين يُرِيُحها ... عَليكم وَيَغدُو مُبكرٌ ومُرِيحُ
ورَيَّا سَلامٍ دونَهُ المِسْكُ نَفْحةً ... نَفُوعٌ لمِهُدْيهِ الجَرُوعِ تَفُوحُ
وعَرْفُ صَلاةٍ تَفضُلُ العَدلا انِقضى ... لها ما جَزى حُسْنَ الثناءِ جَزوحُ
وعَظّتْ مُلِمَّاتُ الزمانِ فأفظعَتْ ... وما عِيلَ صبْرٌ للنبيّ رَجوحُ
تَخيّرَهُ منْ خيرِ خيْرِ أرُومَةٍ ... نمى نَحرَها سامُ بْنُ نُوحٍ ونوحُ
لِيمُنَحَ مالا يَقدُرُ الناسُ قدْرَهُ ... سِوى لَمْعِ نَزْرٍ مِنْ سَناهُ يَلوحُ
وأسْعَدَهُ في اللهِ أسْعدُ شيعة ... قدِ اجتاحَ منها الجاحِدينَ جُرُوح