للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإياك أن تُلْفي هيوباً يَصدُّهُ ... عَنِ الأمر حيناً أن يَمُرَّ سَنيحُ

وعرجْ على صَدآَء واسْتسق وِردَها ... عَسى أن يتيحَ الرِّيَ منهُ مُتيحُ

سَلامٌ بأنفاسِ العَبيرِ يفَوحُ ... على النورِ يغَدُو دائما ويَرُوحُ

سلام على قطب العُلى الأوحد الذي ... يُرَوّحُ منه السَّامعين مديحُ

سلام على شمس الضحى قمر الدُّجى ... وَنَجم الهدى ذو عَوضُ ليس بزيح

سلامٌ على عِزِّ الحجازِ وأهْلهِ ... مَنْ اتْبأهمْ شِقٌّ به وسَطيحُ

وأدْهَشَ منهُ الوافدين جَلالةً ... وَسيمٌ أغرُّ الوَجنتينِ صَبيحُ

وسكّن لما استأنسوا بعضَ رُعْبِهم ... بهِ خُلُقٌ حُلْوُ الجناةِ مَليحُ

لكم جاد فقرْاً عندَ بابِ ابنِ هاشمٍ ... رَوايا نَدًى مِنْ راحتيهِ سَفُوحُ

ونالَ عَظيمُ السُّؤالِ أوْفرَ نائلٍ ... يجودُ بهِ رَحْبُ الذّراعِ سَموحُ

وخاضَ وغى الهَيْجاءِ منه بصَحبهِ ... أخُو عَزماتٍ في الخطوبِ مُشيحُ

وجَدَّتْ به جُرْدٌ إلى حومةِ الوغى ... مَذاكٍ ويَجْبٌ للِمَشاعِرِ رُوحُ

فما شغلتْهُ الحَربُ عن صَوْبِ مَنْسِكٍ ... ولا نُسُكٌ أن يُستباحَ جَموحُ

إذا ما أبي إلا جِماحا عَنِ الهدى ... فَرِيقٌ بَداء باللّيانِ نَصوحُ

غزاهُ فأمسى عُرْضَهَ البيضَ والقَنا ... فما منهُ إلاّ فائظٌ وجَرِيحُ

فلما رأوا أنْ لا مَناصَ وأنه ... لِسائمتيهمْ والحريمِ مُبيحُ

غَدًَوا مُسْعِدينَ الدينَ من كل وِجهَةٍ ... وأنْفُ مَناةٍ في الرَّغامِ طرِيحُ

فَراحَ سَناهُ في سَناءِ وأدْبَرتْ ... بنجْدة غيّ المُشرِكينَ طَموحُ

حَمى حُرُماتِ اللهِ لوْلا انتِهاكُهُمْ ... لها ما انتهى حِلْمٌ هناك صَفوحُ

فكم سَفِهَتْ ناسٌ عليهِ وما ازدَهَتْ ... وقاراً يُحاكيهِ أشَمُّ مَروحُ

<<  <   >  >>