جَسُورٌ على دُهْمِ المخاوف في يدي ... عُرَى الحَزْمِ لا يلفي بها وهو ضائعُ
صَبُورٌ على برح المشقَّاتِ يَنثني ... عَنَ أهْوالها الزرقُ العيون السمادعُ
ولستُ لأمرٍ إنْ تعاصى بتارِكً ... ولسْتُ لِمَرءِ في أمُورِي أطاوعُ
أصِيخُ إذا قالوا وأتبعُ ما أرى ... وما سَيفُ منقادِ القَرِينةِ قاطعُ
وما ضمَّ ثَوْبي عاجزَ الهَوْءِ كلَّمَا ... أشار عليه غيرُهُ فهوَ طائعُ
شكوتُ إلى المُبْدي المُعِيدِ بمثلِ ما ... شكوتُ به إذْ عَوَّقَتني المَوانعُ
فَسنَّ امتناناً أمرَ حوْجاَء طالما ... لوَتْ فانثنى باليأسِ مَنْ هُوَ طامعُ
ألا ليْتَ شعري هلْ أراني بصبيتي ... طليقاً من أيدي النَّأي والشملُ جامع
عَلَىَّ إذاً إطعامُ أضعافِ من مضى ... وصَوْمٌ بصيْفٍ سَبْعةً مُتتابعُ
وقال أيضا يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
تألَّقَ لَمَّاعُ الوَميضِ لَمُوحُ ... بذي السَّرْحِ يَخفي تارةً ويلوحُ
جَلا عَنْ رَوايا بتْنَ يَمأدْنَ مثل ما ... ينَوءُ مُداني الساعدَيْنِ طَليحُ
سَقي دِمناً حَوْلَ اللُّوَى وأرْبُعاً ... على الغارِ نجاَّجُ الفُواقِ سَحُوحُ
وجادتْ على أطلالِ زارَ مُرِبَّةً ... بها كلُّ غَرَّاءِ الجبينِ دَلُوحُ
مَعاهِدُ يَرْتاحُ الفؤادُ لِذكرِها ... وأهْتِفُ شَوْقاً باسمها وأبوحُ
وتعتادُني منها طوارِقُ لوْعةٍ ... كما انقَضَّ رَوَّعُ الرَّعيلِ جَرُوحُ
فَدَعْ ما تَرى وافْزَعْ إلى الصّبْرِ إنما ... أخُو الصبرِ في عُقْبي الأمور تَجوحُ