وإنْ خدعُوا بالغِيدِ غادرَ ذكرُهمْ ... لَدَيَّ هباءً ما وَشاهُ المخادعُ
وإن قيلَ في أهلِ التغرُّبِ أَسْوةٌ ... فما أنا للضَّاوِينَ في العَجزِ تابعُ
سَأُعْمِلُ سَيْرَ النُّجْبِ نَصًّا إليْهُمُ ... وأهملُ لغْواً رأْىَ مَنْ هُوَ راجعُ
وَمُعْطى عُهودٍ أنْ يُرافِقَ أَصْبَحَتْ ... تَمُرُّ بها نُكَبُ الرِّياحِ الزَّعازعُ
يُضاعَفُ منْ عزمي على السَّيْرِ كلما ... بَدَتْ مِن ضميرِ المخلفين الجنادعُ
بدا ما طوى مَن كان يزعمُ أنه ... سَيطوي إلى البيد والحقُّ ناصعُ
تكاسَلَ إخواني الأقاربُ في الرَّخا ... لَدُنْ صَدَعتْ شملي الليالي الصَّوادعُ
فما اسْتأجَروا لي صاحِباً مِن سِواهُم ... فَرُبَّ أجيرٍ في المضايق نافعُ
ولكنْ كفتني منّةً سَيَمُنُّها ... فتىً لم تدُمْ مِني لديهِ الصَّنائعُ
جَلادَةُ نفسٍ بَيْنَ جَنْبيْ مُجَرِّبٍ ... تهابُ قتادَ المنِّ منهُ الأصابعُ
ويصغُرُ في عينيهِ ما استعْظمَ الذي ... تَهُونُ لدَيْهِ الدَّاهِياتُ القَوَارِعُ
أَمَا والمَوامي والهواجرِ والسُّرى ... وأنضائها منها رَهيصٌ وظالعُ
لئن أسْلموني للنوى لم يكنْ معي ... أخٌ لِحُميَّا وِحْشةِ البينِ دافعُ
لمَا أسلموا حيران يعيى بأمرِهِ ... إذا راحَ كلُّ الناسِ وَهْوَ مُقاطعُ
ولكنْ غنىَّ النفْسِ أمْضى عزيمة ... مِن العضْبِ جَلاَّهُ الكمِيُّ المصارعُ
تعَوَّدَ فقدانَ الرَّفيقِ بأمْكُنِ ... تغول بها نفْسَ الجَبانِ الرَّوائعُ
خَليليَّ مَنْ يخشى اعتسافَ تَنُوفَةٍ ... لَوَاهُ بِحَوْجا وهْدُها والأجارعُ
فإني لَمِقدامٌ على كلّ مَهْمهٍ ... يَتيهِ به لو كان يغشاهُ رافعُ