حذفها دون صلتها. يضربونه فيمن يظهر التأني، وهو يريد العجلة.
(يُومْ أُرْفُودُ يومْ هزْ لِكفُفْ يوم اخْلاصُ يومْ عظْ اشفِفْ) ارفود: بمعنى التزامه، والضمير للدين. والهز: بمعنى التحريك. ولمكفف: اللمم، واحدها كفه، أي لمة. واخلاص: بمعنى قضائه، والضمير للدين أيضا. وعظ: بمعنى عض. واشفف: جمع شفة عندهم. وهذا الجمع غير صحيح، وإنما جمعها شفاه. يضربونه عند الفرح بتحمل الدين، فإن حامله سيندم عند قضائه.
هذا ما تذكرناه من أمثالهم. وفي هذا القدر الكفاية، للدلالة على سيرهم وعاداتهم.
[الكلام على الطب في شنقيط]
الطب في شنقيط قليل جدا. ولم يشتهر فيه إلا أفراد قليلون في أرض القبلة، وعائلة بأجمعها في تكانت. ومشرب هؤلاء الأطباء مختلف، كما سنبينه.
فممن اشتهر في أرض القبلة: أوفى الإدكففي ومنزع طبه، إنما هو الكتب العربية القديمة. فطبه مبني على العلم. وقد نظم فيه نظما جيداً كبيراً، وبين فيه علل الأمراض وأسبابها، وكيفيات الطعام حارها وباردها. ومن أبرع من أخذ عنه: محمد فال بن باب العلوي، وهو موجود الآن.
أما أوفى المذكور، فلم أره، ولكن وصل إلى من خبره ما يكفي، فإنه كان ماهراً في هذا الشأن، ويحلل البول في الزجاج، كما يفعل أطباء المشرق. وأما محمد فال: فإنه درس كتب أوفى، واستجلب غيرها من الكتب. ونظر فيها نظراً دقيقا. وشاهدت أناسا يُنذر مرضهم بالخطر، فشفاهم الله على يديه. ورأيته يبنج الناس، وأظن إنه تلقاه عن أطباء المشرق، لما حج، فإنه أتى بعقاقير وكتب وآلات لا توجد هناك. وممن اشتهر بالطب أيضا. ابن أوفى المتقدم، وأظنه في قيد الحياة من غير جزم، وكان على طريقة والده. وممن اشتهر أيضا: ابن عمارة التاشدبيتي. ولا أدري منزعه في الطب.