له سوى قصيدة، يحض فيها على معرفة علم اللسان، ومزجها بألفاظ من اللغة الشلحية، ومطلعها:
يا طُلَّبَ الفقهِ والأموالِ عن تعب ... لا تستقِلُّوا بعلم الفقه والنشب
فالمُستقِلُّ بعلم الفقهِ مُفتَضحٌ ... بين المحافلِ عِند الغوْص في الكتُبِ
والمستقلُّ بكسب المالِ مختلبٌ ... مِن حيثُ لم يَدْرِ أنّ السُّمّ في الضَّرَبِ
رُدُّوا إليكم جماح الفهم إذ جمحتْ ... بالنحو كيْ تَرْأبوا مثأي لُغى العرب
فالنحو تثقيف نطق اللسن إذ نطقت ... والشعرُ خِرِّيتُ معنى شاردٍ غَرِب
فلا يجوذ كُمُ فقهٌ تَرُون له ... حسنَ الكفايةِ من حاجٍ ومنقلب
لا تنسوا الضُّحك من جوذا إذا أنطقتْ ... بِرفع منخفضٍ أو خفض منتصب
هذا ما تذكرت منها، وقد سألت من يعرف تلك اللغة التي تقدمت الإشارة إليها، عن معنى قوله: لا يجوذ كم: فأجابني: بأن معناه: لا يصيركم جوذاً، أي جماعة من الأعاجم. والله أعلم.
[شعراء تندغ]
[محمذ فال بن متالي]
(بالذال المعجمة المنونة المكسورة) مصحف محمد فال. علامة جليل وصالح نبيل، أذعنت العلماء لعلمه، وتضلع كثير من الزوايا من معينه، وصار حرما آمنا يفر إليه الخائف فيأمنه، وما خفر ذمته أحد من حسان، غير اعمر بن احميده التروزي وقومه، فانتقم الله منهم. وذلك أن ابن احميده المذكور، وتره أحد أبناء السيد، بأن قتل بعض أقاربه، ففر إلى الشيخ، فأجلسه بين كتبه، وكلم ذلك الرجل، في ترك الملتجأ إليه ما دام عنده. ويقال أن والدة الشيخ قالت له. إن غدرت بهذا الملتجئ إلينا، يخرج فيك الرصاص من مؤخر البندقية، فلما خلا بأصحابه، قال لهم: أنا أريد أن أضرب