هذا أديب اشتهر في قومه، وهو ممن تخرج على يد المختار بن بون، ولم أقف له إلا على بيتين، تقدما في ترجمة حرم بن عبد الجليل العلوي، وورد بنوق له حديثات العهد بالنتاج، إلى منهل يقال له زار، فلما نهلن من الماء، قتلهن الماء، وهذا قد يقع في بعض المناهل هناك، ويقول الناس: أن المنهل الفلاني يقبض، أي قد يغدر فيقتل ما شرب منه، وبذلك المنهل قبر الصالح الناسك الفغ الحمد التاكنبتي. فقال:
من كان ذا إبلٍ يرْعى مصالحها ... فليكُ ذا حذر يا قومِ من زارَا
لا خيرَ في منهل تلفى بساحته ... كواهل العوذ أشاعاً وأوتاراً
لكنْ به صالحٌ حقاً زيارته ... تحُطُّ عن حامِلِ الأوزارِ أوزارا
[ابن مقامي الجكني]
هو شاعر فصيح، ممن تخرج على يد ابن بون، من قبيلته، وكان يدافع عن شيخه، وله قصيدة ينقض بها قصيدة للمأمون اليعقوبي ومطلعها:
من المأمون يحتملُ العتابُ ... وتحتملُ القطيعةُ لا السّبابُ
الإِمام بن محمذ الفغ الجكني
محمذ، بالمعجمة منون مكسور، وهو مصحف محمد، شاعر مفلق، وهو أشعر نجاكنت، ولم أقف له على غير قصيدته الآتية، ولو لم يكن له غيرها، لاستحق ان يعد مع أصحاب الواحدات، مثل سويد ابن أبي كاهل، وله قصائد يجيب بها المأمون اليعقوبي وعن شيخه، ابن عمه المختار ابن بون، وقد وصلت إلى المختار قصيدة جيدة، يهجوه بها المأمون، فقال لتلامذته: من يحسن أن يجيبها منكم؟ فقالوا
له: الإمام تحت الشجرة، وهذه كلمة يقولونها، لمن لا ينبغي ان يتكلم فيما غيره أقدر على القيام به منه، وسافر الإمام المذكور، مع جماعة من قومه، إلى سجلماسة، فأصابهم بها جدري، فأوهن