يناير فبراير إبريل مي يوني يولي أغشت شتنبر آكتوبر نونبر دجنبر، ففي يناير ابتداء حراثة شمامه. وفي مارس تأبير النخل. ويكثر الصمغ فيه. وفي يوليه يزهو النخل. وفي أغشت تكثر الأمطار، وتطوى الحصر التي ينشر عليها التمر. ما عدا مدينة شنقيط. فذلك وقت
أكل بلحها.
[الكلام على المكاتبة في أرض شنقيط]
المكاتبة عندهم، أكثر أحوالها أن لا تكون متكلفة، إلا إذا كانت فيها تعمية، كما وقع للمجيدري، وكان بمراكش، فبعث إلى أهله مع شخص: سلهاما أي برنسا وزربية، وكان غير مطمئن عليهما من جهة حاملهما، وعادة الكتب عندهم أن لا تكون في ظروف، فكتب مع حاملها:(سلام بزيادة لام ماء إلى لامه) وإحدى خبر كأن، في قول الشاعر:
ترديت. . . إلى آخر كلامه
فلام سلام، لامه الهجائي، ولام ماء، المراد به لامه وزنا، فماء أصله موه، بدليل مياه، وإذا قرنت لام ماء، إلى لام سلام، يصير اللفظ سلهاما، وأشار بقوله إحدى خبر كأن، إلى قول الشاعر:
ترديت من ألوان نور كأنها ... زرابيّ وانهلت عليك الرواعد
فزرابى في البيت، خبر كأن، وإحدى زرابى: زربية. وقد كتب بعض أدباء تجكانت، إلى صديق له يسأله شيئا من تبغ، ولا أدرى لفظ كتابه، ولعله من جنس الجواب وهو:
(أما بعد، فإن ابن أخت خالتي، مصاحب لما جلاؤه من الميم، وما في حمى الوحاف الصم، لما يستحقه المغذُّ إلى المهم).
المعنى: ابن أخت خالته، يعني به نفسه، لأن أم الإنسان أخت خالته، وما: بمعنى الذي. وجلاؤه: ظهوره، والميم: البحر، يعني به موسى عليه السلام، لما ألقاه اليم بالساحل، وما: الثانية، بمعنى الذي أيضا، والوحاف: الأثافي،