ويستخفه: يجده خفيفا، فيحمله معه. والمغذ: المسرع، يعني إنه ليس عنده من آلة الدخان، إلا موسى من الحديد، ليقطع به الجلدة، التي كانت لباساً لتبغ، يفعلون ذلك إذا
عدموها. فورَّى بموسى عليه السلام، عن موسى الحديد. وما في حمى الوحاف. هو الفحم، يخلطونه مع قطع الجلدة المذكورة. فيشربونهما عوضا عنها. وقد يكتب بعضهم إلى بعض شعرا، فيجيبه الآخر في بحره ورويه. على مقتضى شعره. وقد يكون ذلك صادرا عن موجدة. كما تقدم في هذا الكتاب. مما وقع بين باب بن أحمد بيب العلوي، وادييج الكمليلي، وكما وقع بين ادييج المذكور، ومحنض باب بن اعبيد الديماني، وبين محنض باب، وحرم بن عبد الجليل العلوي، وكما وقع بين حرم، وشيخه المختار بن بون الجكنى، فإن حرم وعد المختار بإرسال شيء من الزرع، فأبطأ عليه، فقال المختار:
لك الفضل أن واعدت يا حرم والفضل ... ولكنما ميقات إيجازك الفصل
فزرعك هذا لم يشخص بخارج ... ولم يتعلق فيه كيلٌ ولا أكلُ
فأجابه حرم بقوله:
هنيئاً لشيخي قوله فيَّ والفعلُ ... وما نال من عرضي وزرعي له حل
فلا تك عون الدهر يا شيخُ إنه ... لأبنائه في مقتضى صرفه شغل
يعوق فتهجو من يعوق بصرفه ... ولو إنه ما شاب أخلاقه بخل
وإني امرؤ عن هفوة الشيخ أن هفا ... صفوحٌ على أني لما قاله أهل
وكتب غالي بن المختار فال البستاني، إلى حرم المذكور، وكان غالي حسن الخط:
من كاتب الخط منشيه وكاتبه ... لحائز المجد عن ارث وكاسبه
محمدٍ حرمةِ الله الذي مَحَقَتْ ... ذُكاءُ حِكمتِهِ ظَلْما غَياهبه
أزكى سلام وأنماهُ وأطيبه ... ما يسمّرَتْ عُسْرَةً جَدوى مواهِبه
فأجابه حرم:
رَدُّ السلام إذا أكدى محاوله ... فكيف يحسِنُ إجلالا لجالبهِ