أليستْ الطريقُ ذكر اللهِ ... والنهيُ عنهُ منكر يا ناه
وأنكروا الجمع والاجتماعا ... للذكر وهو جائزٌ إجماعا
جرى على ذلك مذ أعصار ... شرقاً وغرباً عمل الأمصار
فوقع الإجماع بعد الخُلْف ... فيه فجاز اليوم دون خُلف
وله في النحو أنظام كثيرة، ومنها (نظم الجموع المحفوظة عن العرب) على ترتيب نظم ابن مالك في ألفيته، متبعا لكل مقيس ما حفظ فيه. وله قصيدة يمدح بها العلويين عامة، وأبناء القاضي خاصة، ومطلعها:
دع المدْحَ يَسْعى في مسارحهِ يرعى ... ولا ترعه إلا كلاً طيْبَ المرْعا
فعم به في إيد وعل وخصصن ... بني شيخنا قاضي القضاة نجد مرعا
فجدهم أستاذ تاشمشَ كلهم ... قد ارتضعوا من علمه الخلف والضرعا
لهم ذمة لا تنقِضش حُرُماتها ... يحق لهم طول الدهار ير أن تُرعا
وقد أجابها حرم بن عبد الجليل المتقدم، بقصيدة لم يبق في ذهني منها الا قوله:
فلا يحْسُنُ العقدُ النفيسُ جواهراً ... إذا لم يكن في جيد غانية تلعا
ومن نظمه:
ليس من أخطأ الصواب بمخط ... إنْ يَؤبْ لا ولا عليهِ ملامَهْ
إنما المخطئ المسييءُ الذي إن ... وضح الحق لج يحمى كلامه
ابن عَبْدَمْ الديماني
هو النحوي الشهير، الذي شاع ذكره وذاع، وانتشر في تلك الأصقاع، وما وقفت له على شعر، وله نظم متداول في نوني التوكيد وهو:
إن تسند الفعل لواو أو ليا ... ولامه إحداهما فأوليا
كلاّ من الحرفين حذفاً وصل ... بالنون عين الفعل والأمر جلي