إذ ليس فيهم من يقدر أن ينسج ثوبا يلبسه، ولا سيفا يتقلده، وفيهم حدادون يصنعون السكاكين الصغار، وإذا فسدت البنادق المسماة عندهم بالمدافع يصلحونها، لكن لا يقدرون على صنعها ابتداء، وهؤلاء الحدادون إنما يصنعون أواني الخشب، والعمد والإشفا، ويصنعون الفراء إذا دبغت، ورجالهم ونساؤهم يعيشون من عمل أيديهم. فالرجال يصنعون الفؤوس والخناجر والعمد، والحدائد التي تكون آلة للحراثة، ويسمونها أوجيل، ومنهم من يقول: أواجيل، ونساؤهم يخطن كل ما يصنع من الجلود، وحسان يظلمون هذا الجنس، ويأخذون عليه المكس، ولم نفرده بالذكر لقلته، والناس يزعمون أن أصلهم يهود ثم أسلموا، ودينهم ضعيف جدا، والناس ينسبون إليهم الكذب والشر، ولا يناكحونهم.
الزراعةُ في شنقيط
هي من أضعف البلاد في الزراعة، ما عدا نجد، والحجاز، وهي متفاوتة في ذلك، فآدرار: كثير النخل، وليس بأرض زراعة، وقد يزرعون القمح والشعير تحت النخل في الشتاء، ويحصدونه قبل الصيف، ويزرعون الفندي، وهكذا في تججكه، وتكانت فيها أودية، قد تحرث في آخر الصيف، وتحصد في الشتاء، إذا كثرت الأمطار، وهذا لا يغنى أهلها عن القافلة، لقلة ما يحصل منه.
[عاداتهم في الزواج والولائم]
أما الزواج عندهم، فعقده إنما هو على مذهب الإمام مالك، سواه في ذلك الزوايا، وحسان، واللحمة، أما الزوايا: فهم مطلعون بمعرفة أحكامه، وأما حسان، واللحمة: فإنما يتولى لهم العقد أحد الزوايا، ولا يتولونه بأنفسهم، وإذا لم يكن معهم أحد الزوايا، أحضروه حتى يتولى ذلك، وحسان شنقيط