للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الكلام على أظهر وانوللان]

(أظْهَرْ وانوللاَنْ) أرضان بعد أكيدي، وهما أرض تندغ، ومن معهم من الزوايا وحسان، وقد مررت منهما، الا أني لا خبرة لي بهما، ولا أفرق بينهما، ومن

أشهر مواضع تلك الجهة، ويقال لها الساحل:

(تِنْضلهْا) وهي منهل مشهور، وكانت به أغلب إقامة العالم الصالح، باب بن محمذ بن حمدي الحاجي، أحد علماء تلك البلاد، وفيه أماكن كثيرة غيرها، لم أتذكر أسماءها.

(آفْطوط السَّاحِلي) أرض صلبة فيها أشجار كثيرة، مسافته طولا بعيدة جدا، بحيث يسير فيه الراكب أياما.

(إزْبارْ) رمال مرتفعة جدا، تحف المحيط الأطلانطيقي، ولا علم لي بتفاصيلها.

[الكلام على شمامه]

(شَمَامَهْ) أرض سوداء كبيرة المساحة، لا تسكن إلا من مبدأ فصل الشتاء، إلى آخر الصيف، وهي متفاوتة في الهواء، تبتدئ من قريب من الزيرة مما يلي أندرْ، ويقال له عند الجغرافيين: سنكال، وتلوى مع بحر أبجك، إلى أرض ابن هيبه، وهي كثيرة السباع والنمور، في أغلب السنين، وأخبرني من له بها خبرة أن السيل يعلو على رأس شجرها المسمى عندهم بآمور، وهذا الشجر فيه ما لا يقل عن خمس قامات طولا، وفيها مزارع كثيرة من الدخن، ويعرف عندهم بالبشْنَهْ، يبتدئ سيلها من آخر الصيف، إلا إنه يقتصر في أول أمره على الأنهار الجارية، ثم يعم الأرض كلها، فإذا انقطع هذا السيل، وجفت مجاري تلك الأنهار، تبقى كالأخدود العميق، وينقص الكبير منها، وتبقى نواحيه مرتفعة عن الماء بقامات، كما شاهدناه مرارا، فإذا كان في آخر الخريف، يتجاوز السيل إلى

<<  <   >  >>