ثم التحق به بعض قومه، وكانوا مجاورين لإدابلحسن. فوقعت بينهم منازعة في موضع صغير المساحة يحرث وتحفر فيه الإحساء. فطلب منهم إدوعل أحد أمرين: إما أن يعطوهم عشرين بيضة، وإما أن يأخذوها منهم، وإما أن يحاكموهم إلى الشرع. فلم يقبلوا. فوقعت بينهم معركة، انجلت عن قتل أربعة من إدابلحسن، وعن شجاج كثيرة من الطرفين. فتوسط بينهم وفود الزوايا، فاصطلحوا على أربع ديات، أخذها إدابلحسن من إدوعل. ثم غدرت بهم إدابلحسن، فقتلوا منهم رجلين، يقال لهما ابنا الخطاط. فاضطرمت الحرب ثانية، وكان الذي جرّ الحرب من إدابلحسن: قبيلة أبناء اخطيره. فلما اشتدت اعتزلوها وحل موضعهم أبناء اعمر أكداش. وكانوا أشد قبائل إدابلحسن شكيمة، وأكثرهم عددا، وانضم إليهم تياب أبناء البوعلية. وفي بعض المواقع أعانهم بعض حسانهم، فكانت الحرب أكثرها مناوشات، إلا أنها كانت دائمة. ومكثت هذه الحرب سبع سنين. وأشهر أيامها يوم الغبيبيري، ويوم إيرزيكْ، ويوم بوطريفيه، ويوم إبلحنوشه، ويوم تندوجه.
يوم لِغبيبيري
لِغبيبيري: موضع قريب من إركيز. وكان إدابلحسن، خرجوا مع من معهم من التياب، فصبحوا إدوعل، فبرزوا إليهم. فاشتعل بينهم الرصاص، وصبر كلا الجيشين. فانتهت المعركة بهزيمة إدابلحسن. ولم أحفظ ممن قتل من أعيانهم غير محمذ بن محمد بوَّة البوعلي، ثم التائب. أما إدوعل، فأعلم من قتلاهم: حرم بن محم بن عثمان، وكان بطلا مشهورا صاحب رئاسة، وأحمد بن المزدف، والطفيل ابن المختار نلمين، هكذا ينطق باسم أبيه.