ربع فرس أو ثمنها مع رسسها، أي بشرط أن تبقى عند المشترى، حتى يكون لها من النسل، ما يحمل القسمة، وهذا إنما يكون في حسان، لأن الخيل في الزوايا قليلة، وتقدم وصف عقود حسان
وسبب مغالاتهم في الخيل العتاق، سرعتها وصبرها، فقد بلغنا أن سيد احمد بن إبراهيم اخليل التروزي، كان عند أحمد بن عيد، رئيس أحيى من عثمان، زارك، أي منفيا من رئيسه محمد لحبيب، فبلغه أن إبلا له أغار عليها بنو دليم من بعيد، فركبت فرسانه على خيله العتاق، فتبعهم ابن إبراهيم اخليل المذكور، ولحق بأبناء دليم، فقاتلوه دون الإبل، فقتل منهم ستة، كل مرة يرمى عليهم فرسه، فيقتل اثنين، ويركضها حتى يجعل في مدفعه، أي بندقيته الرصاص والبارود، ثم يعود كذلك، حتى تركوا له الإبل، فجعل يسوقه حتى وافته الخيل، فتركهم يسوقونها، ورجع قبل ظهر اليوم الذي خرج صبيحته، وكان لحق بالمغيرين على بعد سبعة أيام، ومن هذا القبيل، ما وقع ليوسف بن لكليب أحَدُ إيكاون أحمد سالم بن محمد لحبيب، وكان أحمد سالم المذكور، نازلاً في أكان، مع من معه من الترارزة، بعد أن هزمه أخوه أعل بن محمد لحبيب، فبعث يوسف المذكور على فرسه أغزاله شوفا، أي طليعة. فذهب صباحاً، وطاف بعدوه في بلاد يقال لها: أدخل. وهي مسيرة أيام من الموضع الذي توجه منه، ثم رجع قبل الظهر، وجعل يدور على أصحابه في منازلهم، وجعلت الفرس تأكل علفها، فتعجب الناس أيهما أقوى. وأما البغال، فلا توجد في تلك البلاد.
[السباع في شنقيط]
إن آدرار أقلها سباعاً، ولا يوجد فيه إلا الذئب والضبع، ولا يأكلان غير الغنم، بخلاف الذئب في أرض الحجاز ونجد. فإنه يأكل بني آدم، وكذلك الضبع في أرض سوس.