فإن روادف: مبتدأ. وهو جمع ردف نادرا، قاله في المخصص، وملأى: خبره. وهو مفرد، والجمع لا يخبر عنه بالمفرد، إلا إذا كان على فعيل، كقوله تعالى (والملائكة بعد ذلك ظهير). وقال الشاعر:
يعادين من شيبة قد بدا ... وهن صديق لمن لم يشب
ومن ذلك مسألة عمر، فإنه جازف فيها مجازفة شديدة، وادعى أن النحاة غلطوا فيها منذ اثني عشر قرنا، ولم ينتبه لذلك غيره، وأن أولهم في ذلك سيبويه فإنه غلط فيما ادعى سماعه من العرب من منعه، وأن غيره تابعه على ذلك، كتقليد الأعمى. وحجته في ذلك، إنه وجد مائة بيت للعرب مصروف فيها عمر. وأنه صرف في البخاري ومسلم. وأن العرب لم تمنعه نظما ولا نثرا، وقال في ذلك:
كما خرقوا للعرب ذا المنع مفترى ... عليهم بلا نثر رووه ولا نظم
وقال في ميميته التي مدح بها أُسكار النصراني:
ولو كان ذاك الميت حياً وجاءني ... لتاب وخص الرجل مني باللثم
وأشياء كثيرة تشمئز منها النفس، ثم إنه ادعى أن النحاة غفلوا عن كونه جمع عمرة. لأنه لما سمع عامر الذي ادعوا إنه معدول عنه تقديرا، سمع عمر جمع عمرة. فهو منقول عن الجمع، وليس بمعدول عن عامر، وقد ألفت رسالة وطبعت في مصر في حياته، فأرعد وأزبد ونشر في المؤيد: إنه ألف في صرفه كتابا، يتضمن مائة شاهد، لم يبق فيه حجة لأحد، وأنه سيطبعه. ثم انكشف الغيب ان ذلك الكتاب لا حقيقة له، لأن كتبه أفرزت ورقة ورقة، وقيدت أسماؤها في