للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطعْنَ ويْحكَ يا هذا قد اختضبَتْ ... مِنكم عَواري رِماحِ الحُمْرِ والسُّود

أطْعَمْتَ عِرَضَكَ منْ أسْدِ الشرى قَرماً ... عبْلَ الذّراعينِ يأبى صَوْلةَ السّيد

لأرْمينَّ نَواديكم بمُنْدِيَةٍ ... مِنْ والدٍ مِنكمُ تُلقى لمْولودِ

ورأيت له قصيدتين، في مدح الشيخ ماء العينين، أجاد فيهما غاية، ولم أحفظ منهما شيئا. وكان فقيها دينا جوادا، وتوفى أواسط العشر الثانية من القرن الرابع عشر، رحمه الله تعالى.

صُلاَّحي بن المامي

هو العالم الوحيد في زيه وشكله، وفي تطوافه وإقامته، وللناس فيه اعتقاد، وفي أبيه قبله. وكان أبوه من أعلم قبيلته، وكان هو مولعاً بتحرير المسائل، وكان له طبل يحمله معه أينما توجه، فإذا عنت مسألة عويصة وفهمت، ضرب ذلك الطبل. وكان يحارب إخوته، لانه يراهم مانعين للزكاة، لان لهم أتباعا بمنزلة الرعية لهم، وكانوا يفتونهم بعدم وجوب الزكاة عليهم محتجين بأن حسان يأخذون منهم الأمكاس ظلما، فإن ملكهم ناقص، والشيخ خليل يقول: تجب زكاة نصاب النعم بحول وملك كملا وقاسوهم بمال العبد المملوك وكان يغير عليهم ببعض العرب أهل الشوكة، فذهب اخوته إليه، وكان مقيما عند محمذ فال بن متالي التندغي، وكانت الناس تهابه لعلمه وصلاحه، فرغبوا في الصلح معه، فعلم هو أنهم سيغدرون به، فلما أمره الشيخ بالذهاب معهم قال:

ما لي أراني كأني في هَوى مَسَكهْ ... مالي إلى الغِيدِ منْ بشرٍ ولا حَرمه

مذ قيل إنْ ضياَء الدين أسلمني ... للمعتدين وفيما قاله بَرَكهْ

عِندي لهم كلما جاءوا بغائلةٍ ... خَمْسٌ وفيها لِنفْسِ المُعْتدى هَلكهْ

سُمْرُ الحديدِ وعَوْنُ اللهِ لَّ وما ... جاَء البشيرُ بهِ منْ مَسْلَكٍ سَلكهْ

وشِيعَةُ الغَوث لي منْ دونهمْ تبعٌ ... ولي عَليْمْ أبو الزغما وما مَلكهْ

<<  <   >  >>