لأن أفعال العاهات، لا يأتي منها فعل التعجب، ولا اسم التفضيل. وإنما جرى في ذلك على مصطلح العامة، وكان في صدر القرن الرابع عشر. ومن جيد شعره يمدح الشيخ سيديَّ:
قفا نَستَنْطِقِ الدّمِنَ البَوالي ... ونبكي أعصُرَ اللهْوِ الخوالي
قِفا بي لحظة أسكُبْ دُموعي ... بأغْبَرَ موحِشِ العَرَصاتِ بال
بشقّ البَيْتِ غيَّرَهُ السّوافي ... وأقدَمَ عهدَهُ مَرَّ الليالي
تكنسه ذواتُ شوًى ضئالٍ ... مكانَ مَهيً ذواتِ شوَى خِدالِ
وكم غَنِيَتْ بساحَتهِ عَرُوب ... تبسَّمُ عَنْ عَوارِضَ كللّئالي
خَدَلّجَهُ المُخَلْخلِ عُلَّ فُوها ... شآمِيةً كلوْنِ دمِ الغَزالِ
تماطلُ بالمؤَمل من جناها ... بُغَاتِ البُسْلِ هيّنَةُ الحلالِ
فدعْ هذا ولكنْ ما لسلمى ... كلفت بها وترْقَبُ عنْ وصالي
تأوَّه إن تغمدها نحيفٌ ... يضمُّ لحاقُهُ شخصَ الهلالِ
وعابَتْ خِلقتي والعضبُ يلفى ... صقيلا تصله والجفن بال
وقافيةٍ بذلْتُ الوسْعَ فيها ... لتصلحَ أن تُزَفَّ إلى الكمال
أُحاوِلُ أن أضمنَها خِلالا ... تَضَمَّنَهَا فمنْ لي بالمُحال
إمامٌ في مصالح ذي البرايا ... وفي كسبِ المَحامدِ غيرُ آل
يقصر عن مداه أبو عدِيٍّ ... ويحيى وابنُ مامةَ في النوالٍ
وتَخْجَلُ مِنْ سَناهُ إياتُ يوحٍ ... فتكسفُ حين تدنو للزَّوال
ولم أرَ قبلَ مسجدِهِ مَصلىًّ ... تضمَّنَ وابلاً سَرِبَ العَزال