فلما بلغت ابن رازكه، كتب إليه بالأمان، فرجه وكان هجاء، ما نجا منه أحد. ونزل يوما عند قبيلة انتاب، في موضع يقال له إنجول (بهمزة مكسورة ونون ساكنة وجيم مضمومة بعدها واو ساكنة ولام ساكنة) فلم يسلموا عليه، ولم يكترثوا به، فقال:
دهرُ الدهارِيرِ لا أقمتُ فيه لدى ... انتاب يوما ولا بقرب إنجول
يومُ الإقامةِ فيهم خلته ظمأ ... يومَ القيامة إذ يحكيه في الطول
ونزل عند قبيلة إدغماجك (بكسر الهمزة وسكون الغين المعجمة وميم بعدها ألف وجيم مكسورة وكاف ساكنة) ويقال لهم: بنو ماجك، فرحل من عندهم غير راض عنهم، ثم رجع فوجدهم رحلوا، وقد خلفوا بين دورهم قبرا مدفونا فيه أحدهم، فقال:
إذا فقد المفقودُ من آلِ ماجِكٍ ... فمنْ فقدِهِ فقدان بعض الخسائسِ