الناس قوله في قصيدة، يمدح بها سيد بن محمد لحبيب، شيخ الترارزة في صفة الخيل:
فتبيتُ نافشة هناك جياده ... خضر الجحافل من غمير خلاها
فإن النفش خاص بالغنم، كما نقل عن ابن دريد، وأدخل القاموس الإبل مع الغنم. وعن بعضهم: انه قد يطلق على جميع الدواب، فلا اعتراض إذا، وانتقد عليه بعضهم أيضا قوله:
إن صبا متيما مستهاما ... ثم في أوفدى سقيت الغماما
قد من اقتاد حسن قدك قدما ... قدر ما إن تكلميه كلاما
لوم في حبها الملامِ اللواغي ... ولو استشعر الغرام الملاما
فإن البيت الثاني، اجتمعت فيه خمس قافات، وهذا مستكره على السمع، وقد عاب الأصمعي مثله على إسحاق بن إبراهيم الموصلي في معاتبته للمأمون:
يا سرحة الماء قد سدَّت موارده ... أما إليك طريقٌ غيرُ مسدود
لحائمٍ حام حتى لا حوام بهِ ... محلإِ عنْ سبيلِ الماءْ مطرود
فقال الأصمعي: أحسنت في الشعر، غير أن هذه الحاءات لو اجتمعت في آية الكرسي لعابتها. وكذلك عيب عليه قوله: م اللواغي. فإن أصله من اللواغى. ونون من، إنما حذفتها العرب قبل آل المظهرة، ولم تحذفها قبل المدغمة، كقول الشاعر:
كأنهما م الآن لم يتغيرا ... وقد مرَّ للدار بن من بعدنا عصر
وانتقدوا عليه أيضا من تلك القصيدة. قوله يعني سيد بن محمد لحبيب:
ملك تدين له الملوك مطيعة ... وبعزّ خدمته تحوط حماها
لأن الممدوح ليس بملك، ولا قريب منه، ولأنه يعطي الغفر لِتُكنَ