ولصاحب الترجمة منظومة، يكفر بها أبناء حسان على ما أداه إليه اجتهاده، وقامت عليه الأدلة عنده، وهي:
حمداً لمن رفع جهلَ العَالمينْ ... وكفرَهم بِبَعْثِ خَيْرِ المُرْسَلين
مبشراً ذوى الصلاح والهدى ... ومنذراً من حادَ عنهُ واعتدى
صلى عليهِ الله ما نِيلَ الأرَبْ ... وما أرادَ المكسَ ظالِمُ العَرَبْ
وبعد ذا أن بني حَسَّانِ ... في منتهى الضلالِ، والخسرانِ
لم يسأموا ظلماً وفسقاً جهرا ... بل همْ فَرَاعِينُ البَرايا طُرًّا
والبعض منهم مؤمنون مسلمونْ ... مثل ابن باهَ والكثيرُ كافرُونْ
ففعْلُهُمْ دَلَّ عَلَى إنكار ما ... وجبَ الإيمانُ به فلتعلما
لو أيقْنُوا السؤالَ والحسابا ... يوم الجزا ما ظلموا ذُبابا
وقد روى الندب أبي الحبر الهمامْ ... عن مالكٍ إمامنا خيرِ إمامْ
تكفيره قوماً يقومون الصلاهْ ... وهم يصومون ويؤتون الزكاهْ
ويظلمون وألاءِ تَركوا ... تِلك الثلاثَ والخنا لم يتركوا
فالجل بالخنا مصرحونا ... ومنهمُ قوم منافقونا
يسبحون يركعون يسجدونْ ... وَيَفْعلُون بالوَرى ما يَفْعلُونْ
بل هم شرارهم ولبس يعلمونْ ... واللهُ عالِمٌ بما هم يكتمونْ
وضابط النفاق عند من دراه ... إظهار الإسلامِ وإضمارُ سواه
كما ترى في بعض هؤُلاءِ ... فاحكم بكُفْرِهمْ بلا امْترَاءِ
وزادَهمْ في ذا بُعَيْضُ الطّلبهْ ... لا غفرَ اللهُ لهُ ما ارْتكبهْ