وحرم الذي تقدمت ترجمته، وانضم إلى باب محنض، باب بن اعبيد الذي تقدمت ترجمته، وانضم إلى حرم، إدييج هذا. وكانت بينهما موالاة، واستثناه هو وأكتوشن بن السيد، لما رمى العلويين كلهم بالضلال، في قصيدة يقول فيها:
شربَ الضلال صغيرهم وكبيرهم ... إلا اكتوَشْنِ وحرمةَ الرحمنِ
وهجا أيضا أحمد الصغير ابن انبوج، الذي تقدمت ترجمته، وهجاه هو، ونظم فيه منظومة طويلة، وألف كتابه (الجيش) في الرد عليه، وقد طبع هذا الكتاب بفاس وبمصر، وهجا أيضا، اعبيد ابن أنبوج، وكان حسن الخط، فقال فيه من قصيدة:
ولما رأينا حُسنَ خَطّ عبدةٍ ... علمنا بأنَّ الخطَّ يُحسنهُ الوغدُ
وقال يخاطب باب، ومحنض باب المذكورين، ويأمرهما بالرجوع إلى قول حرم في مسألة الحُبُس:
يا صاحبيَّ قفا بالمنهلِ الصافي ... وسلّما الحكم للقاضي بإنصافِ
ووافِقا حُرْمَ فيما قال ويْحكما ... فإنّ شيخكما أدرى بالأوْقافِ
فحجة الشيخ في بهرامَ ناهضةٌ ... لو كان يكفيكما ما كان في الكافي
وقال باب مجيبا له في أبيات، وتقدم بعضها في ترجمته:
أرْشدتَنا للهُدى والله يعلمُ أنّ ... اقائلون بحقٍّ غيرِ سَفْسافِ
ودون ما قلتَهُ في الوقف سوفُ فلاً ... خوْفَ التنائفِ تُعيي كل سَوَّاف
فحجتي وَصِحَابي غيرُ داحِضةٍ ... مِنْ نَصّ بهرامَ والتَّوضيح والكافي
فمالكٌ إن تصف عما يقولُ فإني ... لستُ عَنْ قولهِ يوما بصيافِ
إني أوافقهُ حقاً وأتبعه ... هل مهتد ناعلٌ كالحائر الحافي
بلْ أنت رِدْ ما ورَدْناهُ على قَرَبِ ... واشربْ فهذا زُلالٌ بارِدٌ صافي