بيتا، يجيب ثلاث قصائد وروت عليه من إدوعل في هجوه، وكلما أتم واحد بيتا يسرد له غيره، وهكذا حتى أتم ثلاث قصائد في وقت واحد، وهذا عجيب، وكتب إلى محمد بن المختار المجلسي في رفعه بالنشوز:
يا من تأمل مكتوبي بما نقلا ... سلم لنا حكمنا أو بيّن الخللا
الله يعلم أني ما أردت به ... إلا بيانَ الهدى في معضِلٍ نزَلا
وذاكَ أن فتاةً زانها حسَبٌ ... رامتْ نُشُوزًا ولم تَعبأ بمنْ عذلا
فقامَ بعضُ رجال الحيّ إذ رفعتْ ... إليهمُ أمرَها يقضي بما انتَخلا
فطلقَ الخود عن ظلمٍ وموْدعُها ... نَجلُ الوديعةِ لمُ يتْحَفْ بما بذَلا
ما كنتُ أحسِبُ أن الزوج مغتفرٌ ... في حَلّ عصمتهِ لو كان مختبَلا
ولسْتُ أعرِفُ تطليقاً لمن نَشَزتْ ... إلا بخلعٍ يراهُ الزوجُ منتحلا
وقال أيضا:
نفسي الفدَاءُ لحبيبٍ هاجرِ ... قاسِي الفؤادِ ليّنِ الخواصِرِ
ظبيٍ أحَمِّ المقلتين حُمَّ لي ... ما حُمَّ من جواهُ في المقادِرِ
من كان في الوعد كعُرْقوب ومن ... في البُخلِ إن طالبتَهُ كمادرِ
كأنَّ طعم ريقها بعد الكرى ... طعْمُ المعتقة عندَ التاجِرِ
تبسِم عن نورِ الأقاحي أصبحت ... بقَفْزةٍ ممطورة الظواهرِ
لو كلمتْ ميتاً لأحياه الهوى ... واستبدَلَ الإِحيا من المقابرِ
ولو بدتْ لراهبٍ في دَيْرِهِ ... لصدَّ عنها بفؤادٍ حائرِ
فإن حماني وصلها وغيره ... لم يحمني طيفَ الخيالِ الزائرِ
طيفٌ يبيت في الكرى مسامري ... طيفي إذا نانأتُ عن مسامري
وقد مضت لي أعصُرٌ في وصلها ... ما إن مضت في سالف الأعاصر
أيامَ كان السعدُ جاراً مسعدا ... وكان صرفُ الدهرِ غيرَ جائر