للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مات الإمام التركزي وانقضى ... وبموته مات السبابُ والشغَبْ

وضاع مني غيره، إلا موضع التاريخ وهو آخرها:

أمات الله سراق الكتُبْ

تتميم لما تقدم من قصائد، قد أمليتها ناقصة لطول عهدي بها، وبعد طبعها وردت علىّ، فأحببت تتميمها، لتحصل الفائدة لمن يحب الاطلاع عليها، وهذه قصيدة ابن رازكة، المترجم في أوَّل الكتاب، وتقدم بعضها يمدح بها سيدي محمد العالم ابن السلطان مولاي إسماعيل:

دع العِيسَ والبيداَء تذرَعُها شطحا ... وسمها بُحُورَ الآلِ تسبَحها سبْحا

ولا ترْعها إلا الذميلَ فطالما ... رعت ناضرَ القيصوم والشيح والطلْحا

ولا تصغِ للناهينَ فيما نويتَهُ ... وخفْ حيثُ يخفى الغِشَّ من يَظهِرُ النُّصحا

فكنْ قمراً يفرى الدُّجى كل ليلةٍ ... ولاتكُ كالقُمْرِّ يستعذبُ الصَّدحا

وقارضْ همومَ النفس بالسيرِ والسُّرى ... على ثقةٍ باللهِ في نيلِكَ الربْحا

وأمَّ بساطَ ابن الشريفِ محمدٍ ... مبيدِ العدا ذكراً ومبدي الهدى صبحا

فتيً يسعُ الدنيا كما هي صدْرُهُ ... فأمسى به صَدْرُ الديانةِ مندَحَّا

ومَنْ هدْيُهُ ساوى النهارَ وليلهُ ... فأمسى ينيرُ الخافقينَ كما أضحا

ومن هو غيثٌ اخضَلَ الأرضَ رَوْضُهُ ... فلا يظمأُ الآوِى إليه ولا يضحى

وليثٌ بحقِّ الله لم يُبقِ رُعْبُهُ ... عُواءً لكلبِ التُّرهاتِ ولا نَبْحا

<<  <   >  >>